المنفوخ فيه الروح منها هو فرجها لا سواه ، وقد فصلناه في محالها الأنسب كالطلاق وسواها.
وترى كيف جعلا هما (آيَةً لِلْعالَمِينَ) لا «آيتين» والمسيح بنفسه آية إلهية بما معه من آيات؟ القصد من «آية» هنا هي الذاتية الكونية ، وهذه الولادة المنقطعة النظير آية واحدة ، قائمة بكلا الولد والوالدة ، لولا أحدهما لم يكن الآخر آية ، إذا فهما آية نظرا الى هذه الولادة القائمة بهما كليهما ، آية واحدة فذة في تاريخ الإنسان على مر الزمان ، ومثل واحد من ذلك النوع يكفي تأملا للإنسانية في اجيالها على طولها وعرضها في سماءها وارضها ، لمسا معرفيا وواقعيا ليد القدرة الطلقية المطلقة الإلهية التي تخلق النواميس ، دون حصر واحتباس داخل النواميس!
و «روحنا» هنا هي روح المسيح اضافة الى جسمه وقد جرت من مجراها في مريم نفخا دون علوق من ذكر ، ولا انتقال من طبق إلى طبق ، وأضيفت الى الله لمزية الاصطفاء بالتكريم والاختصاص بالتعظيم في بعدي خرق العادة لخلقها ، والميزة على سائر الأرواح ، اللهم الا التي ساماها بل فضّلت عليها كروح محمد والمحمديين من عترته الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين.
(إِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً واحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ (٩٢) وَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ كُلٌّ إِلَيْنا راجِعُونَ (٩٣) فَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلا كُفْرانَ لِسَعْيِهِ وَإِنَّا لَهُ كاتِبُونَ (٩٤)