هذا ـ ومن ثم تأكيد للحكم الحق في رجعة اخيرة إليهم (رَبُّنَا الرَّحْمنُ) صاحب الرحمات كلها ، «المستعان» لرسله والمؤمنين به (عَلى ما تَصِفُونَ) فلا يعجز عن عونهم ولا يخلف الميعاد.
ويا لهذه السورة ختاما كما بدأت ، تجاوبا في طرفيها بإيقاع نافذ باهض وبينهما حجاجات من حملة الرسالات ، ثم تصديقات من كتلة مؤمنة ومن الآخرين لجاجات.
__________________
ـ فقلت : نعم يا رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) محبوس مظلوم فكرر ذلك علي ثلاثا ثم قال : وان ادري لعله فتنة لكم ومتاع الى حين.
وفيه عن الاحتجاج للطبرسي وروى انه لما قدم معاوية الى الكوفة قيل له ان الحسن بن علي (عليهما السلام) يرتفع على انفس الناس فلو امرته ان يقوم دون مقامك على المنبر فتدركه الحداثة والعي فيسقط من أعين الناس ، فأبى عليهم وأبوا عليه الا ان يأمره بذلك فأمره فقام دون مقامه في المنبر فحمد الله واثنى عليه ثم قال : اما بعد فانكم لو طلبتم ما بين كذا وكذا لتجدوا رجلا جده نبي لم تجدوه غيري وغير اخي وانا أعطينا صفقتنا هذه الطاغية ـ وأشار بيده الى أعلى المنبر الى معاوية ـ وهو في مقام رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) ورأينا حقن دماء المسلمين أفضل من إهراقها (وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَمَتاعٌ إِلى حِينٍ) وأشار بيده الى معاوية فقال له معاوية : ما أردت بقولك هذا! فقال : أردت به ما أراد الله عز وجل.