العربي المبين (عَلى قَلْبِكَ) والغاية من ذلك الإنزال ان تكون من المنذرين ، ولك اختصاص أن إنذارك (بِلِسانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ) أبين من سائر كتابات الوحي عربية وسواها ، لو كان هناك قبل القرآن كتاب وحي عربي! ، و «عربي» هو الواضح المعرب عن معناه ، و «مبين» : يبين الألسن ولا تبينه الألسن» (١).
(وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ) ١٩٦.
هل «انه» : القرآن (لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ)؟ كما و (إِنَّ هذا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولى. صُحُفِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى) (٨٧ : ١٩)؟ إذا فالقرآن نسخة عربية عن العهدين ، وليس وحيا يستقل عن زبر الأولين (نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ)(٢).
ولا يعقل ان محمدا (صلى الله عليه وآله وسمل) ـ وهو اعقل العقلاء ـ يدعي كذبا انه يستقل في وحي القرآن ليستغله في شرعة مبتدعة جديدة يدعيها أفضل مما قبلها ، ثم يصرح ان القرآن نسخة عربية عن العهدين ، هدما لما بناه وهدرا لما تبناه ، لتطول ألسنة علماء العهدين الناقمين
__________________
(١) نور الثقلين ٤ : ٦٥ في اصول الكافي علي بن محمد عن صالح بن أبي حماد عن الجمال عمن ذكره عن أحدهما عليهما السلام قال سألته عن قول الله عز وجل «بِلِسانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ» قال : ...
(٢) كتاب الهداية المطبوع بمعرفة المرسلين الأمر يكن بمصر سنة ١٨٩٨ ص ٤ ج ٢ وكتاب «القرآن والكتاب» للاستاذ حداد البيروتي تحت عنوان : هل بين القرآن والعهدين اتصال ونسب؟ قائلا : هنالك تصاريح من القرآن ان بينه وبين العهدين اتصال ونسب حيث : التوراة إمامه وهو في زبر الأولين وهو تفصيل وتعريب للكتاب المقدس وهو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم وهم علماء أهل الكتاب ويجب ان يقتدي محمد في قرآنه بالكتاب وأهله وإذا شك فيه فليسأل أهل الكتاب ليعلموه! ثم يحتج لكل بآية أو آيات على حدّ زعمه نأتي عليها بجواباتها بطيات آياتها وكما فصلناها في كتابنا «المقارنات».