عليه ، ودون ان يأتي بشيء جديد للمشركين!
ثم واقع الحال في العهدين ، المتوفرة فيهما التناقضات والمضادات للواقع وبين آياتهما ، دون القرآن الذي لا اختلاف فيه ، ثم اختلاف المواضيع بينه وبينهما تكميلا لنقص أو نقضا لباطل ، وحتى في العرض القصصي ، ذلك الواقع المتهافت بينهما وبين القرآن يبطل فرية انه نسخة عربية عن العهدين.
ثم المشركون الموجهة إليهم ـ في الأصل ـ هذه التوجيهات ، لم يكونوا ليؤمنوا بالأصل المزعوم للقرآن فضلا عن الفرع القرآن! فكيف يقول لهم ولماذا؟ إنه نسخة عربية عن العهدين.
وكذلك الكتابيون حيث يعترضون : فإذا لست على شيء جديد ، فلتكن لنا تبعا وكيف ترجوا أن نتبعك؟.
ثم وكيف يصرح أولا : (وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعالَمِينَ. نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلى قَلْبِكَ ..) ثم يناقضه ب (إِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ) إذا فلم يوح اليه ، إلّا إلى الأولين وهو راسم رسمهم في هذا القرآن.
ثم (أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَماءُ بَنِي إِسْرائِيلَ) ١٩٧ عطفا على (إِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ) يعني دليلا ثانيا على استقلال وحي القرآن عما أوحي إلى الأولين ، ولو كان علما لهم انه نسخة عربية لزبر الأولين لكان هدما لبرهان القرآن امام الكتابيين والمشركين بما (يَعْلَمَهُ عُلَماءُ بَنِي إِسْرائِيلَ)!
أم «انه» : القرآن ببشارة له بوحيه بلسان عربي مبين ، (لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ) وكذلك رسول القرآن؟ وهذان واقعان لا مرد لهما مهما حرفت عن جهات اشراعها.
فبالنسبة لبشرى القرآن : (... وَأُوحِيَ إِلَيَّ هذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ أَإِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللهِ آلِهَةً أُخْرى ... الَّذِينَ آتَيْناهُمُ