فهذه الآيات البينات بشارة جميلة للقرآن ونبيه انه يكلم هذا الشعب الاسرائيلي بغير لغتهم «كي بلعجي شافاه» بلسان اعجمي ـ غير لسانهم ... ، ثم وبالنسبة للرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) عشرات من البشارات سجلناها في «رسول الإسلام في الكتب السماوية» ويقول عنه القرآن : (الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَعْرِفُونَهُ كَما يَعْرِفُونَ أَبْناءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقاً مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) (٢ : ١٤٦).
فالقرآن بنبيه والمواصفات القرآنية والرسالية المحمدية (لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ) على تحرّفها(١) : (يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْراةِ وَالْإِنْجِيلِ ..) (٧ : ١٥٧).
(أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَماءُ بَنِي إِسْرائِيلَ) ١٩٧.
الواو هنا عطف على آية القرآن نفسه وفيه الكفاية عن أيّة آية ، ثم آية (إِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ) لا فحسب للكتابين بل وكذلك للمشركين ، حيث البشارة به فيها ملحمة غيبية تدل على انه من غيب الوحي على الرسول الأمين.
فان لم يكن لهم ـ كتابيين ومشركين ـ آية بنفسه وببشاراته في زبر الأولين (أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَماءُ بَنِي إِسْرائِيلَ) الأحرار ، غير المحرفين الكلم عن مواضعه ، إذ لم ينسوا حظا عما ذكروا به.
أم وكل علماء بني إسرائيل قبل نزول القرآن مهما كفر به بعضهم إذ
__________________
ـ الكتب إنما أرادوا عرض الدنيا فقال القرشيون فإذا لقيتموهم فسوّدوا وجوههم وقال المنافقون ما يعلّمه إلّا بشر مثله وأنزل الله : وانه لتنزيل رب العالمين ـ الى قوله ـ : وانه لفي زبر الأوّلين يعني النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وصفته ونعته.
(١) راجع كتابنا «رسول الإسلام في الكتب السماوية» ص ١٠٨ ـ ١١٠.