اجل وحماية اعراض المسلمين هي تلو حماية عقيدة التوحيد والرسالة والإمامة وقد أمر بها الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) (١).
فهؤلاء الكرام ليسوا داخلين في الوصف العام للشعراء حيث امتلأت قلوبهم من عقيدة الأيمان واستقامت حياتهم على منهجه ، فلا يعملون إلّا الصالح ولا يقولون إلّا الجميل ، فتظهر سلبية الايمان «لا إله» وايجابيته «إلّا الله» في نثرهم وشعرهم.
والمذكورون هنا قد نافحوا عن العقيدة في إبّان المعركة المصيرية الضارية مع الشرك على الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) فاذن لهم ان يهجوهم.
وهذه ضابطة سارية ان الشعر حين ينبع عن التصور الإسلامي والعقلية الإسلامية السامية ، يعتبر من الأعمال الصالحة الايمانية ـ وأحيانا في قمتها.
(.. وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ) ٢٢٧.
(سَيَعْلَمُونَ غَداً مَنِ الْكَذَّابُ الْأَشِرُ) (٥٤ : ٢٦) والمستقبل المفهوم من أداته هنا ليس بذلك البعيد في القيامة الكبرى فحسب ، بل في البرزخ والرجعة وقبلهما ايضا ، فان الله يجازي الظالم هنا كما يجازيه في الأخرى ، مهما كان فيها الأوفى.
__________________
ـ وفيه اخرج ابن سعد عن مدرك بن عمارة قال قال عبد الله بن رواحة قال لي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كيف تقول الشعر إذا أردت ان تقول كأنه يتعجب لذاك؟ قلت : انظر في ذاك ثم أقول ، قال : فعليك بالمشركين.
(١) المصدر اخرج ابن سعد عن جابر ابن عبد الله قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من يحمي اعراض المسلمين؟ فقال عبد الله بن رواحة : انا وقال كعب بن مالك : انا ، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : أنت تحسن الشعر وقال حسان بن ثابت : انا فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أهجم فان روح القدس سيعينك.