عَلِيمٍ».
وانه ليس ـ فقط ـ تلقيا للسمع ألفاظه وانما هو تلق للقلب حيث يتفأد به بنور الوحي : (نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ ، عَلى قَلْبِكَ ..) (٢٦ : ١٩٣).
إذا فكما الملقّي للقرآن حكيم عليم ، كذلك الملقّى يصبح به حكيما عليما ، والروح الأمين الوسيط حكيم عليم ، وهما في الله الأصيل ، وفي الملقّى والملقّى به فرع ظرفا صالحا لتلقّيه.
ومن ذلك الظرف ـ كأصل ـ اللقيا المعرفية والعبودية حيث التلقي تلقّن بلقاء في تكلف وصعوبة ، فان تطهير القلب لحد يصلح لتلقي القرآن صعب مستصعب لا يحتمله أحد إلّا محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ، أن يصّعد قلبه في لقاء ربه إلى أعلى القمم الممكنة لمن سوى الله ، و (مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ) دون «الله» ام سائر صفاته ، قد تلمح الى ان ذلك التلقي انما هو بتلقية حكيمة عليمة ربانية ، فالقرآن يحمل علما وحكمة ربانية ، فليلقّ ظرفا حكيما عليما ، وليكون نورا نازلا على نور ، وكما وسيط وحيه نور ، نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء.
(إِذْ قالَ مُوسى لِأَهْلِهِ إِنِّي آنَسْتُ ناراً سَآتِيكُمْ مِنْها بِخَبَرٍ أَوْ آتِيكُمْ بِشِهابٍ قَبَسٍ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ (٧) فَلَمَّا جاءَها نُودِيَ أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَها وَسُبْحانَ اللهِ رَبِّ الْعالَمِينَ (٨) يا مُوسى