«أفعلى عمد تركتم كتاب الله ونبذتموه وراء ظهوركم إذ يقول الله تبارك وتعالى : (وَوَرِثَ سُلَيْمانُ داوُدَ) وقال عز وجل فيما اقتص من خبر يحيى بن زكريا (فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا) وقال عز ذكره (وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللهِ) وقال (يُوصِيكُمُ اللهُ فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ) وقال (إِنْ تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ لِلْوالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ) وزعمتم ان لا حظوة لي ولا ارث من أبي ولا رحم بيننا ، افخصكم الله بآية أخرج نبيّه منها؟ أم تقولون أهل ملتين لا يتوارثان؟ أولست وأبي من أهل ملة واحدة؟ أم أنتم أعلم بخصوص القرآن وعمومه من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) (أَفَحُكْمَ الْجاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ)؟ أأغلب على إرثي ظلما وجورا (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ)(١).
ورواية أبي بكر عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «نحن معاشر الأنبياء لا نورث ما تركناه صدقة ،» مضروبة عرض الحائط لمخالفتها نصوصا من الكتاب ، فانها معلّلة عدم الايراث بالنبوة ، (وَوَرِثَ سُلَيْمانُ داوُدَ) واضرابها تورّث الأنبياء بعضهم عن بعض! اضافة إلى المتواتر عن
__________________
(١) بحار الأنوار ج ٦ نقلا لها عن كتاب «بلاغات النساء لأبي الفضل احمد بن أبي طاهر قائلا انها من المشهورات بين الفريقين وفي كتاب الاحتجاج روى عبد الله بن الحسن باسناده عن آبائه عليهم السلام انه لما اجمع ابو بكر على منع فاطمة فدك وبلغها ذلك جاءت اليه وقالت له : يا ابن أبي قحافة أفي كتاب الله ان ترث أباك ولا ارث أبي لقد جئت شيئا فريا ، أفعلى عمد تركتم كتاب الله ...