الرسول في فاطمته أن أذاها أذاه ورضاها رضاه وقد تأذت ووجدت من فعلة الخليفة (١).
ذلك ارث المال ، واما الحال فلا ارث فيها وهي المذكورة قبل (وَلَقَدْ آتَيْنا داوُدَ وَسُلَيْمانَ عِلْماً وَقالا ..) وكذلك بعد في قسم من قضاياها (وَقالَ يا أَيُّهَا النَّاسُ .. وَأُوتِينا .. إِنَّ هذا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ).
ولو كانت هذه مما ورثه داود لم يكن للواو مجال في «وقال» بل الصحيح إذا : قال ، ام : فقال ..
(.. وَقالَ يا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنا مَنْطِقَ الطَّيْرِ ...).
هنا نعرف ان للطير منطقا ، فليس الإنسان هو الحيوان الناطق بين الحيوان ، ولكن كيف تنطق الطير وماذا؟ إن علمه بحاجة إلى تعليم رباني يختص بأمثال سليمان ممن آتاهم الله علما.
__________________
(١) في نور الثقلين ٤ : ٧٥ في كتاب المناقب لابن شهر آشوب وذكر مسلم عن عبد الرزاق عن معمّر عن الزهري عن عروة عن عائشة وفي حديث الليث بن سعد عن عقيل عن ابن عروة عن عائشة في خبر طويل تذكر فيه ان فاطمة أرسلت إلى أبي بكر تسأل ميراثها من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) القصة ـ قال : فهجرته ولم تكلمه حتى توفيت ولم يؤذن بها أبا بكر يصلي عليها.
واخرج البخاري في باب فرض الخمس ٥ : ٥ عن عائشة ان فاطمة (عليها السلام) ابنة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) سألت أبا بكر الصديق بعد وفات رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ان يقسم لها ميراثها ما ترك رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مما أفاء الله عليه فقال لها ابو بكر : ان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال : لا نورث ما تركنا صدقة ـ فغضبت فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فهجرت أبا بكر فلم تزل مهاجرة حتى توفيت.
أقول : ما تركنا صدقة قد تعني ان ما تركناه صدقة لا نورثها ، لا وما تركناه غيرها.