لسليمان (عليه السلام) ، وكونها في النمل دليل قاطع لا مرد له انها آية من كتاب الله خلاف ما يزعمه البعض من إخواننا السنّة إذ لا يبتدءون بها في الفاتحة أم وسواها من السور.
فكيف يصح كونها آية في النمل وليست آية في سواها وليست هي إلّا هيه؟! وهنا ندرس الأدب في مفتتح كل كتاب مهما كان الى المشركين ، وليعلموا شرعة الكاتب وعقيدته.
ثم (أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ) هو كل محتوى الكتاب ، مسنودا الى البسملة ، ف (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ) لا باسمي وبسمة الملك والقوة ، وإنما بسم الله ، فالعلو علي كرسول علوّ على الله ، وإتياني مسلمين إتيان في الإسلام لله ، فقد فسّر متن الكتاب فرعا من فروع (بِسْمِ اللهِ) و (لا إِلهَ إِلَّا اللهُ) ف (أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ) هي «لا إله» (وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ)(إِلَّا اللهُ) فقد كان الكتاب «بسم الله ـ و ـ لا إله إلا الله»!.
ثم (وَإِنَّهُ بِسْمِ اللهِ ..) كمتن الكتاب ، قد تلمح أن سليمان كتب اسمه آخر الكتاب وكما هو قضية الحال في أدب الكتاب الحاوي اسم الله ألّا يقدم عليه اسم لسواه.
وهنا (أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ) دون (عَلَى اللهِ) تفسر (وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ) ان ليس هو ـ فقط ـ الإسلام لله ، بل هو بالفعل إسلام لسليمان ، مهما كانت النتيجة الإسلام لله ، فكما قالت (أَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ).
وقد تعني (أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ) كرسول ، علوا على رسالة الله ، إذا (وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ) لله ، ولكنه قد يكون تكليفا بالإسلام قبل وصول الحجة ، فليأتوا