معكم» ولا ثالث يحمل طائرا لكم أو عليكم.
(وَكانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلا يُصْلِحُونَ) ٤٨.
(تِسْعَةُ رَهْطٍ) من المستكبرين ، والمستضعفين الضالين تحت نيرهم ، احزاب عدة متراصّة واحدة في أصول الإفساد ، تسعة في مختلف محاولاته وشكلياته ، والرهط هو العصابة دون العشرة أم دون الأربعين ، فهم العصابات المتعصبة ضد الحق ، الصارمة في الإفساد الخالص حيث (يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلا يُصْلِحُونَ) وإن في مجالة أو حالة واحدة ، مكرّسين كل طاقاتهم وإمكانياتهم في مختلف حقول الإفساد ، عقيديا وخلقيا أمّا هو من الإفساد في النواميس الخمسة ، التي هي محطات الإصلاحات الرسالية ، ومن إفساد هؤلاء التسعة أن :
(قالُوا تَقاسَمُوا بِاللهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ ما شَهِدْنا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصادِقُونَ) ٤٩.
«قالوا» في تشاور بينهم على عديد رهطهم ، حيث الكفر ملة واحدة مهما اختلفت حقوله وعقوله (تَقاسَمُوا بِاللهِ) : تشاركوا في القسم بالله ، امرا هو حصيلة الشورى اللعينة بينهم ، وتكفي «قالوا» أن تكون «تقاسموا» أمرا ، وكيف التقاسم التشارك بالله وهم مشركون بالله؟ لأنهم يؤمنون بالله كرب الأرباب مهما أشركوا به سواه ، فما التقاسم بالله عندهم بأدنى من التقاسم بأرباب سواه ، بل وهو أحرى وأقوى!
وعجبا من هؤلاء الحماقى الأنكاد يتقاسمون بالله ليبيتوا داعي الله ، ويكأن الدعوة إلى عبادة الله وحده هتك لساحة الله حتى يقسم بالله في قتل الداعية بأهله! وهكذا كان يخيّل إلى جماعة من المشركين أن عبادة الله هتك له