النباتات وهو سر الأسرار. فضلا عن حياة الحيوان والإنسان والملائكة والجان (أَإِلهٌ مَعَ اللهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ) وهو العدل التسوية بالله حين يعني العدل بالله ، وهو العدول عن الله حين يعدلون عن الله فالعدل بالله ما سواه هو ظلم وخلاف العدل وضلال مبين في كافة الحقول ولدي كل العقول : (تَاللهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ. إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعالَمِينَ) (٢٦ : ٩٨) والعدول عن الله ـ ككل ـ إلى ما سواه ، توحيدا له دون الله هو من أظلم الظلم ، وهذا هو الملموس في المشركين بالله في أحوالهم وأعمالهم أن لا إله إلّا غير الله ، إذ لا يحسبون في كل الحياة دورا لله ، ويكأن الله انخلع عن ربوبيته ككل ، محولا لها إلى شركاءه!.
(أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَراراً وَجَعَلَ خِلالَها أَنْهاراً وَجَعَلَ لَها رَواسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حاجِزاً أَإِلهٌ مَعَ اللهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ) ٦١.
«ام» وبعد خلق الأرض «من (جَعَلَ الْأَرْضَ قَراراً) ولم تكن قرارا ، حيث الجعل هنا مركب يتطلب مفعولين كما هما (الْأَرْضَ قَراراً ، اللهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَراراً وَالسَّماءَ بِناءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ ذلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمْ فَتَبارَكَ اللهُ رَبُّ الْعالَمِينَ) (٤٠ : ٦٤).
ولقد بحثنا حول قرار الأرض في الغافر مشبعا ، وانه من القرّ : البرد والصرد ، دون السكون المطلق ، فالسكون المطلق في المادة عن أي حراك انعدام عن أصل الكيان ، فانما هو سكون نسبي ، حيث كانت الأرض حارة ذائبة ، فسريعة الحركات بكل شماس ، فجعلها الله ذلولا بعد شماس (هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولاً) (٦٧ : ١٥) وقرارا في برد نسبي حسب تعديلها في حرارتها وحركاتها ، فقرارا مستقرا لساكنيها ، ويا لقرار الأرض من أسرار بالآفات الملابسات والمرافقات ، لو اختلت واحدة منها أو كلّت أو قلت