فقد تعني الآية كل هذه المعاني ما صلحت لفظيا ومعنويا تحليقا على النشأتين!
(مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ) ٨٩.
«الحسنة» هنا هي الحياة الحسنة (١) وكما تستدعيها قضية الايمان : (رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنا عَذابَ النَّارِ) وخير الحسنات في الحياة ولاية الله وعلى ضوءها ولاية أولياء الله (٢) ، ولأن ولاية علي (عليه السلام) هي خاتمة الولايات فقد تفسر الحسنة انها ولاية علي (٣) كمصداق مختلف فيه يصدّق حق الولاية لله والرسول (صلّى الله عليه وآله وسلم) و (خَيْرٌ مِنْها) هو الصورة الوضاءة من الولاية ـ كيفما كانت ـ في الأخرى ، فانها تبرز بحقها وحقيقتها ما لم تكن تبرز يوم الدنيا.
فمن جاء ربه بالحياة الحسنة وهي الإيمانية الصالحة (فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها) حياة حسنة حيث ان (لَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولى) ـ (وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ) يعم اهل الحشر ويطم (يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ) ـ (لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ
__________________
(١) نور الثقلين ٤ : ١٠٣ معاني الأخبار عن أبي أيوب الخزاز قال سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول : لما نزلت هذه الآية على النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) (مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها) قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) اللهم زدني فانزل الله عز وجل (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضاً حَسَناً ..) فعلم رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) ان الكثير من الله لا يحصى وليس له منتهى.
(٢) نور الثقلين ٤ : ١٠٣ في كتاب سعد السعود لابن طاوس وقد نقل عن الفرار في قوله «مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ» لا إله إلّا الله ـ والسيئة الشرك أقول ، تعني الحياة التوحيدية والشركة وهما الحياة الحسنة والسيئة.
(٣) نور الثقلين ٤ : ١٠٢ في تفسير القمي عن أبي جعفر (عليه السلام) فالحسنة والله ولاية علي (عليه السلام).