الْمَلائِكَةُ هذا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ) (٢١ : ١٠٣).
و «فزع» المنفي هنا عن (مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ) يخص نفخة الإحياء وفي الحياة الأخرى ، وأمّا النفخة الأولى فهي مصعقة (إِلَّا مَنْ شاءَ اللهُ) وهم الخصوص من عباد الله ، من السابقين والمقربين ، فلا يعم كلّ من جاء بالحسنة ، فلهم فزع الصعقة موتا وسواها لأقل تقدير ، ثم إن زلزلة الساعة تفزع الكل دون إبقاء ، وتصعق (إِلَّا مَنْ شاءَ اللهُ).
و «فزع» منكرا قد تعني الفزع الأكبر ، لا أي فزع كان ، حيث الحياة الإيمانية ليس لزامها العصمة ، فهناك معاص كبيرة قد يجزون بها حين لا تشملها شفاعة ، فلا يأمنون كل الأفزاع إلّا (الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ) وهو دخول النار أم خلودها.
(وَمَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) ٩٠.
«ومن جاء» بالحياة «السيئة» وهم الكافرون واضرابهم (فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ) ويقال لهم هناك كما هنا (هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) فما الجزاء النار إلّا نفس العمل حيث يظهر بملكوته (لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هذا فَكَشَفْنا عَنْكَ غِطاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ).
فالحياة الحسنة الايمانية مصيرها إلى الجنة مهما كانت درجات ، والحياة السيئة اللاإيمانية مصيرها إلى النار مهما كانت دركات : (رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً .. وَقِنا عَذابَ النَّارِ).
(إِنَّما أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَها وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ) ٩١.