هذه من الطواسين الثلاث في حروفها الثلاثة المقطعة ، وتماثل القصص مع الشعراء في (طسم. تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْمُبِينِ) يجعل السورتين متشابهتي الأهداف ، ومنها قصص موسى المسرودة هنا بصورة مفصلة أكثر مما في الشعراء ، وعلّها لذلك تتسمى بالقصص حيث الجو الغالب عليها القصص وكأنها سورة موسى إذ تأتي بصورة ووضاءة لموسى منذ الولادة حتى الرسالة وإلى نهاية أمره ، وهي تقدمات وطمأنينات للرسول محمد (صلّى الله عليه وآله وسلم) كأصل تتمحوره السورة في قصصها ، انتقالا حثيثا من الرسالة الموسوية بآياتها إلى الرسالة المحمدية بآياتها الخالدة القرآنية.
تنزل القصص في مكة والمسلمون قلة مستضعفة والمشركون ثلة قوية مستكبرة ، ولكي يطمئن المؤمنون القلة يأتي بسرد شامل لقصص موسى وفرعون وقارون ، ليعرفوا أن ليست القوة مع الجاه والمال والمنال ، بل إنّما القوة لله ولا حول ولا قوّة إلّا بالله.
وآية الوعد لرده (صلّى الله عليه وآله وسلم) إلى معاد آية أنها نزلت في أحرج المواقف لرسول الهدى ، فلم تنته السورة إلّا وقد أحرجوه فأخرجوه عن أم القرى ، فكما الله رد موسى إلى أمه : (فَرَدَدْناهُ إِلى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُها وَلا تَحْزَنَ) كذلك نردك إلى أم القرى: (إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرادُّكَ إِلى مَعادٍ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ مَنْ جاءَ بِالْهُدى وَمَنْ هُوَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ)(٨٥) واين رد من رد؟.
(طسم ١ تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْمُبِينِ ٢ نَتْلُوا عَلَيْكَ مِنْ نَبَإِ مُوسى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) ٣.
الأوليان من هذه الثلاث مفسرتان في الشعراء ، و «نتلوا» في الثالثة من التلاوة القراءة لتتلوا متابعة ككل ومنها القراءة على الكل ، والنبأ خبر ذو