ويجعلهم أئمة ويجعلهم الوارثين ويمكن لهم في الأرض ويري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون من السلطة الموسوية ، أياد جليّة من فرعون وملإه ، ويد خفية من رب العالمين تتصارعان ، وبطبيعة الحال لا تصرع إلّا ايادي فرعون بجنوده حيث (فَنَبَذْناهُمْ فِي الْيَمِّ وَهُوَ مُلِيمٌ) (٥١ : ٤٠).
وهذه الإرادة المستمرة «ونريد» ليست لتختص مستضعفي بني إسرائيل ، بل هي متواصلة ـ قضية العدل والرحمة الربانية ـ على مدار الزمن غابرا وحاضرا وإلى يوم النشور ، مهما اختلفت درجاتها حسب مختلف الفاعليات والقابليات والظروف المقتضية لتحقيق إرادة الله ، فكما أن «نريد» هنا حكاية لحال ماضية ، كذلك هي إخبار للحال والأحوال المستقبلة بعد الماضية.
وأفضل المستضعفين هم أهل بيت الرسالة المحمدية عليهم آلاف سلام وتحية ، وكما
يروى عن الامام علي (عليه السلام): «لتعطفن الدنيا علينا بعد شماسها عطف الضروس على ولدها» (١) ، ف «هم آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) يبعث الله مهديهم بعد جهدهم فيعزهم ويذل عدوهم» (٢).
__________________
(١) نهج البلاغة .. وتلا عقيب ذلك «وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ» ورواه مثله السيد الرضي في الخصائص عن الصادق (عليه السلام) عنه (عليه السلام) ..
(٢) نور الثقلين ٤ : ١١٠ كتاب الغيبة للشيخ الطوسي باسناده الى محمد بن الحسين عن أبيه عن جده عن علي (عليه السلام) في الآية قال : ... وفيه عن اصول الكافي عن أبي الصباح الكناني قال : نظر ابو جعفر إلى أبي عبد الله عليهما السلام يمشي فقال : ترى هذا؟ هذا من الذين قال الله عز وجل : ونريد ..