قد تكون «إحداهما» ـ هذه ـ هي التي جاءته فزوجه شعيب إياها (١) وعلّها أصغرهما (٢) لا ندري ، حيث العادة جارية على تقديم الكبرى على الصغرى إلّا إذا كانت هي الأولى والأحرى بمن يريدها ، ثم ولا مزرئة على الأخرى.
وعلى أية حال (قالَتْ إِحْداهُما يا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ) إذ نحن بحاجة إلى رجل يعيننا و (إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ) وقد جرّبنا قوته وأمانته (٣) فلتكن القائلة هذه القولة هي التي جاءته إذ جرّبت أمانته ، مهما كانت تجربة القوة لهما معا ، وكيف تجرأت ان تقول (يا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ) واستيجار مثل هذا الرجل القوي الأمين مهانة؟ علّها لأنها لم تجد صيغة أخرى أحرى منها لاستجلابه لزواجها عرضا على أبيها ، فقد لمحت إلى مهرها
__________________
(١) بحار الأنوار ١٣ : ٢٩ عن أبي عبد الله (عليه السلام) سئل أيتهما زوجة شعيب من بناته؟ قال : التي ذهبت إليه وقالت لأبيها : (يا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ ..) وفيه (عليه السلام) بسند عن البزنطي قال سألت الرضا (عليه السلام) عن قوله تعالى : (إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ ..) أهي التي تزوج بها؟ قال : نعم. وفي نور الثقلين ٤ : ١٢٣ مثلهما في التي تزوج بها.
(٢) الدر المنثور ٥ : ١٢٧ ـ اخرج ابن مردويه عن أبي هريرة قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال لي جبريل يا محمد ان سألك اليهود أي الأجلين قضى موسى؟ فقل أوفاهما ، وان سألوك أيهما تزوج فقل : الصغرى وفيه اخرج الخطيب في تاريخه عن أبي ذر قال قال لي رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) إذا سئلت اي الأجلين قضى موسى فقل خيرهما وأبرهما ، وإذا سئلت أي المرأتين تزوج ، فقل الصغرى منهما وهي التي جاءت فقالت يأبت استأجره ..
(٣) في أحاديث متظافرة مضت أن شعيب سألها دليل قوته وأمانته فقالت ، قوته أن سقى لنا ما لم يقدر عليه احد من الرعاء وأمانته انه مشى امامي تحرزا عن النظر إلى خلفي.