(وَلَوْ لا أَنْ تُصِيبَهُمْ مُصِيبَةٌ بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَيَقُولُوا رَبَّنا لَوْ لا أَرْسَلْتَ إِلَيْنا رَسُولاً فَنَتَّبِعَ آياتِكَ وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) ٤٧.
«لو لا» امتناعية تمنع (مُصِيبَةٌ بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ) في الدنيا ، وعلّ الجواب بقرينة (لَوْ لا أَرْسَلْتَ ..) هو : لما أرسلنا رسولا ، وذلك مصيبة تصيب منكري الرسالات لو أن الدنيا دار جزاء ، وانهم لا يحتجون على الله (فَيَقُولُوا رَبَّنا لَوْ لا أَرْسَلْتَ إِلَيْنا رَسُولاً ..) ولكنهم محتجون لو لا الإرسال رغم ما قدمت أيديهم من التكذيب على مدار الزمن الرسالي ، فيرسل الله رسلا تترى : (رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكانَ اللهُ عَزِيزاً حَكِيماً) (٤ : ١٦٥) ـ (يا أَهْلَ الْكِتابِ قَدْ جاءَكُمْ رَسُولُنا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ أَنْ تَقُولُوا ما جاءَنا مِنْ بَشِيرٍ وَلا نَذِيرٍ فَقَدْ جاءَكُمْ بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (٥ : ١٩) :
(فَلَمَّا جاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنا قالُوا لَوْ لا أُوتِيَ مِثْلَ ما أُوتِيَ مُوسى أَوَلَمْ يَكْفُرُوا بِما أُوتِيَ مُوسى مِنْ قَبْلُ قالُوا سِحْرانِ تَظاهَرا وَقالُوا إِنَّا بِكُلٍّ كافِرُونَ) ٤٨.
(فَلَمَّا جاءَهُمُ) هؤلاء المشركين وأهل الكتاب أجمعين «الحق» رسول الحق محمد (صلّى الله عليه وآله وسلم) بالكتاب الحق في بعدي الشرعة وآية الرسالة «قالوا» المشركون (لَوْ لا أُوتِيَ) محمد (مِثْلَ ما أُوتِيَ مُوسى) من كتاب وآية رسالية ، فلا أن القرآن مثل التوراة ، ولا معجزة القرآن كالآيات الرسالية لموسى.
وهنا أجوبة ثلاث حلا ونقضا وتحديا اكتفي هنا بالثاني : ألم يكفروا ذلك
__________________
ـ لبيك لا شريك لك لبيك ان الحمد والنعمة والملك لك لا شريك لك ، قال : فجعل الله عز وجل تلك الإجابة شعار الحاج ...