يحاول أن تتبعه الهدى (وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَواهُ بِغَيْرِ هُدىً مِنَ اللهِ) ضلالا ذا بعدين بعيدين عن الهدى : اتباع الهوى ـ بغير هدى من الله! فقد توافق الهوى الهدى أحيانا كما تخالفها اخرى ، واما اتباع الهوى كأصل ، ثم التخلف عن الهدى الأصل فهما أضل ضلال ، وأظلم ظلم (إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) فلا يهدي الهوى المتخلفة عن الهدى.
وكضابطة ثابتة كلما لا يوافق كتاب الله وسنة رسول الله ، أو تخالفهما من رأى ، فهو هوى ضالة ، مهما أثبتته الأدلة العلمية والعقيلة أماهيه ، فإما هدى تختص هي بوحي الله ، وإما هوى تعم ثالوثها نفسا وعقلا وعلما ، كما وان رسول الهدى (ما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى. إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى)(١).
(وَلَقَدْ وَصَّلْنا لَهُمُ الْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ) ٥١.
وانه قول الوحي الهدى حيث تترى على مدار الزمن دونما انقطاع (وَما نُرِيهِمْ مِنْ آيَةٍ إِلَّا هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِها وَأَخَذْناهُمْ بِالْعَذابِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) (٤٣ : ٤٨) «ولقد» تأكيد في بعدي الرسل والرسالات ، وهما والكتابات ، وهما والمعجزات (وَصَّلْنا لَهُمُ الْقَوْلَ) الحق المطلق (لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ) به ولمّا
__________________
(١) نور الثقلين ٤ : ١٣٢ في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن احمد بن محمد بن أبي نصر عن أبي الحسن (عليه السلام) في الآية قال : يعني من اتخذ دينه رأيه بغير امام من أئمة الهدى.
وعن علي بن ابراهيم بسند متصل عن سدير قال قال ابو جعفر (عليه السلام) يا سدير أفأريك الصادين عن دين الله ثم نظر إلى أبي حنيفة وسفيان الثوري في ذلك الزمان وهم حلق في المسجد فقال : هؤلاء الصادون عن دين الله بلا هدى من الله ولا كتاب مبين ، ان هؤلاء الأخابث لو جلسوا في بيوتهم فجال الناس فلم يجدوا أحدا يخبرهم عن الله تبارك وتعالى وعن رسوله (صلّى الله عليه وآله وسلم) حتى يأتونا فنخبرهم عن الله تبارك وعن رسوله (صلّى الله عليه وآله وسلم) ..