وتشريعيا وحتى قبل الإسلام ، وقد كان يتخطف الناس من حولهم : (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنا حَرَماً آمِناً وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالْباطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللهِ يَكْفُرُونَ) (٢٩ : ٦٧) ولقد آمن قليل من هؤلاء العاذرين فآواهم الله وأيدهم بنصره مهما هاجروا : (وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآواكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) (٨ : ٢٦).
(.. حَرَماً آمِناً يُجْبى إِلَيْهِ ثَمَراتُ كُلِّ شَيْءٍ) والإجباء هو الإجلاب و «يجبى» مستقبلا مما يدل على استمرارية جبيها من كل مكان في كل مستقبل اكثر مما كان ، وطبعا حسب الحاجيات الوقتية والمستمرة للحجيج والمعتمرين والقاطنين.
و «كل شيء» تعم ثمرات القلوب كما في دعاء ابراهيم (فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَراتِ ..) (١٤ : ٣٧) إلى سائر الثمرات العلمية والعقلية والاقتصادية والسياسية اماهيه ، كما هي قضية الحال في ذلك المجال بالحشد العظيم من الحجاج وسائر الزوار ، (رِزْقاً مِنْ لَدُنَّا) وهو الرزق المتميز المنقطع النظير في المعمورة كلها ، جمعا في هذا البلد الأمين بين كل الثمرات ، في تلك الأرض القاحلة التي لا ماء وافرا فيها ولا كلاء!. (وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ) جاهلين هذه النعمة والمكرمة العظيمة أو متجاهلين عنها ، وعن ان الذي مكّن لهم وآمنهم ليس هو الشرك بالله ، بل هو كرامة من الله بقبلة المؤمنين ومأمن الايمان!.
ثم وأقلهم يعلمون وهم الذين آمنوا وحقق الله لهم وعدهم كما مضت في آية الأنفال (٢٦) ، مهما كان منهم (جَحَدُوا بِها وَاسْتَيْقَنَتْها أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوًّا)! ولقد طمأن الله المؤمنين بنصرة من لدنه كما (إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهادُ) (٤٠ : ٥١) مهما كانت في