الأرض ، الفاضية عن الاستعمال وتداول الأيدى ، «وآتيناه» دليل انه ظفر بها بإشارة إلهية دون علم من عنده ، ويكفي بيانا لعظم هذه الكنوز وكثرتها «ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوة» وهنا بطبيعة الحال تحل المروي عن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) محلها من الواقع أن «كانت أرض دار قارون من فضة وأساسها من ذهب» (١).
وما هي «مفاتحه»؟ أهي «مفاتيحه» جمع مفتاح : ما يفتح به القفل؟ ولا مفاتيح للكنوز ككنور إلّا إذا استخرجت الى غير مخابئها الكانزة ، وإذا لا تسمى كنوزا! وحتى إذا سميت بها ، ام بقيت في مخابئها وأقفلت ، فلا تصل مفاتيحها لحدّ «لتنوء بالعصبة أولى القوى»! وأقل العصبة ـ علّها ـ عشرة ام تزيد كما في اخوة يوسف (وَنَحْنُ عُصْبَةٌ) وإذا كانت العصبة اولي قوة ، فكل واحد منها يحمل لا قل تقدير مائة كيلو غراما ، فحمل الكلّ لأقل تقدير الف كيلو غرام! وذلك ـ علّه ـ أثقل من كل مفاتيح الكنوز في الأرض كلها! فيا ويلاه إن كانت العصبة أو ألو القوة عشرة آلاف كما في رواية (٢).
ثم التبعثر في الكنوز خلاف الحيطة للحفاظ عليها فلتجمع في مكانات عدة شاسعة واسعة ، تكفيها لأكثر تقدير كيلو غرام من المفاتيح! ثم «مفاتح» هي جمع مفتح دون المفتاح!
__________________
(١) الدر المنثور ٥ : ١٣٦ ـ اخرج ابن مردويه عن سلمان رضي الله عنه قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : ...
(٢) نور الثقلين ٤ : ١٣٨ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده الى أبي بصير عن أبي عبد الله (عليه السلام) حديث طويل يقول فيه (عليه السلام): وما يكون أولوا قوة إلا عشرة آلاف.