إحسانا بإحسان واين احسان من إحسان.
ف «أحسن» حالا ومالا واعمالا ، كما وكل ذلك مما (أَحْسَنَ اللهُ إِلَيْكَ) وذلك تمثيل المجاراة ، وإلّا فما احسان العبد بجنب إحسان الله بشيء يذكر!
(وَلا تَبْغِ الْفَسادَ فِي الْأَرْضِ)(١) بما أحسن الله إليك ، جزاء الإحسان بالإساءة ، ولا تبدل نعمة الله كفرا تحلّ بها نفسك وذويك دار البوار. جهنم يصلونها وبئس القرار (إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ) وهو يبغضهم ، فالمال والثراء ذريعة ضارعة هارعة إلى كل إفساد في الأرض عرضا وعقلا وعقيدة ونفسا ومالا ، لا سيما إذا كان بأيدي مردة الشياطين الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون.
ولأن هذه النصائح كانت مستأصلة لزهوة الثراء ، والالتهاء بالنعماء ، فهو بزعمه يستأصل ان تكون كنوزه مما آتاه الله ، قائلا في جوابهم قولته النكدة الجاهلة :
(قالَ إِنَّما أُوتِيتُهُ عَلى عِلْمٍ عِنْدِي أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعاً وَلا يُسْئَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ
__________________
(١) المصدر في مصباح الشريعة قال الصادق (عليه السلام) فساد الظاهر من فساد الباطن ومن أصلح سريرته أصلح الله علانيته ومن خان الله في السر هتك الله ستره في العلانية ، وأعظم الفساد أن يرضى العبد بالغفلة عن الله تعالى وهذا الفساد يتولد من طول الأمل والحرص والكبر كما اخبر الله تعالى في قصة قارون : ولا تبغ الفساد في الأرض ان الله لا يحب المفسدين وكانت هذه الخصال من صنع قارون واعتقاده ، وأصلها من حب الدنيا وجمعها ومتابعة النفس وهواها وإقامة شهواتها وحب المحمدة وموافقة الشيطان واتباع خطواته وكل ذلك مجتمع تحت الغفلة عن الله ونسيان مننه.