قاصمة على ازدواجية الدعوة ومصلحيتها ، ف (لا إِلهَ إِلَّا هُوَ) في كل شئون الألوهية ، و :
(كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ ..) : إذ (كُلُّ مَنْ عَلَيْها فانٍ. وَيَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ) (٥٥ : ٢٧).
والشيء هو الكائن أيا كان ، إلها ومألوها ، إذا فالله شيء كما الخليقة كلها أشياء ، وان كان الشيء الله هو الذي شيّأ سائر الأشياء ، وبين شيء الله وسائر الشيء تباين كلي ، لا مشاركة بينهما إلّا في لفظة الشيء وأصل الوجود ، دون أية مشاركة في ذلك الأصل ، فالأشياء المخلوقة كلها خلو عن شيء الله ذاتا وصفات وأفعالا ، كما الله تعالى خلو عنها في مثلث الجهات ، ف «هو خلو من خلقه وخلقه خلو منه» ـ «باين عن خلقه وخلقه باين منه» ـ «لا هو في خلقه ولا خلقه فيه» كما : لا هو من خلقه ولا خلقه منه : مباعضة ذاتية أماهيه؟.
وترى «وجهه» هنا تعني الجارحة؟ وهي تأويلة عليلة جارحة كيان الربوبية ، انه يهلك ـ وعوذا به ـ بسائر اجزاءه كسائر الكون إلا وجهه! مهما أوّل انه وجه جارحي لا كسائر الوجوه ، حيث الجارحة لله جارحة ألوهيته على كل الوجوه ، إذ (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ) فلا تركّب له حتى تكون له جوارح وسواها من اجزاء وحدود متركبة ف «من المحال ان يهلك منه كل شيء ويبقى الوجه» (١)! ، ل «وجهه» هنا وجهان ثانيهما وجه كل شيء
__________________
(١) نور الثقلين ٤ : ١٤٥ في كتاب الاحتجاج عن امير المؤمنين (عليه السلام) حديث طويل وفيه : واما قوله (كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ) فالمراد كل شيء هالك الا دينه ، لأن من المحال ان يهلك منه كل شيء ويبقى الوجه ، هو اجل وأعظم من ذلك وانما يهلك من ليس منه الا ترى انه قال : (كُلُّ مَنْ عَلَيْها فانٍ وَيَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ) ففصل بين خلقه ـ