المتجه إلى الله ، رجوعا لضمير الغائب إلى الحاضر الذكر وهو «كل شيء» فالهلاك شامل كل شيء ، إلّا وجهه المواجه المتّجه إلى الرب ، فإنه باق ببقاء الله بإذنه ورحمته ، كالربانيين من السابقين والمقربين واصحاب اليمين ، والجنة بأهلها ، فلا هلاك كلّيا لهم ولها (١).
ثم وفي الوجه الأوّل لا وجه لوجه الجارحة ، فان لكل شيء وجها يناسبه ، وهو في الكل ما يواجه به ويواجه ، والله يواجه الكائنات علما وقدرة ، ويواجه معرفيا وعبوديا ، والوجه الوجيه هنا لوجهه هو ذاته بصفاته ذاتية وفعلية ، والروحانيون الذين يواجهونه حياتهم معرفيا وعبوديا.
فاختصاص «وجهه» هنا بذاته يقتضي تبديل وجهه بذاته ، فانها صريحة في ذاته ، ووجهه غير صريح ، كما اختصاصه بغير ذاته إدخال لها ضمن الهالكين ، أن ذاته يهلك وسائر وجوهه تبقى!.
إذا ف «وجهه» تعم ذاته كقمة الوجوه ، إلى متعلقاتها الربانية ذاتيا وخارجيا ، ومن الثاني دينه (٢) والدعاة اليه ، فإنهم وجه الله الذي يتوجه
__________________
ـ ووجهه ، وفيه عن التوحيد عن أبي حمزة قال قلت لأبي جعفر عليهما السلام قول الله عز وجل : (كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ)؟ قال : يهلك كل شيء ويبقى الوجه؟ إن الله أعظم من ان يوصف بالوجه ، ولكن معناه : كل شيء هالك إلّا دينه والوجه الذي يؤتى منه.
(١) راجع الى تفسير آية (وَيَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ) في الفرقان ٢٧ : ٣٣ أ٣٧.
(٢) المصدر عن التوحيد باسناده الى خيثمة قال سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن الآية قال : دينه ، وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأمير المؤمنين (عليه السلام) دين الله ووجهه وعينه في عباده ولسانه الذي ينطق به ويده على خلقه ونحن وجه الله الذي يؤتى منه ولن نزل في عباده ما دامت لله فيهم روية ، قلت : وما الروية؟ قال : الحاجة ، فإذا لم يكن لله فيهم حاجة رفعنا اليه وصنع ما أحب.