ثم وعباده الله بعابديه أقدم ممن سوى الله عابدين ومعبودين ، إن كانت القدمة دليلا يتبع ، فالأب الأوّل ـ آدم (ع) ـ كان موحدا داعيا إلى التوحيد ، ثم الذين معه وبعده من الموحدين
وترى كيف تشمل «عدوّ» الأصنام وهي لا تشعر كما اعترف به عابدوها؟ علّها العداوة الآجلة يوم الدين حيث ينطقها الله كما قال : (كَلَّا سَيَكْفُرُونَ بِعِبادَتِهِمْ وَ (١) يَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا) (١٩ : ٨٢).
أم والعاجلة حيث العداء ذاتية بين المعبود بغير حق والعابد العاقل مهما لم يشعره الصنم ، أم لأنه سبب الضلال فعدو وإن لم يشعر ، أم لأن في المعبود من دون الله عملاء كالطواغيت؟ والجمع أجمل فانه اشمل.
وإنما أفرد «عدوّ» رغم جمع الأصنام ، حيث العداوة هنا واحدة وفي اتجاه واحد ، كما (هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ) (٦٣ : ٤).
فأنتم وصفتم أصنامكم بما وصفتم ، وارتكستم كما ارتكستم ، فتعالوا معي لتعرفوا (رَبَّ الْعالَمِينَ) الأقدم في كونه معبودا ، والمالك لبراهين الألوهية الحقة :
(الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ (٧٨) وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ (٧٩) وَإِذا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ (٨٠) وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ (٨١) وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ)(٨٢).
أبواب ثمان لمعرفته تعالى عدد أبواب الجنة ، لا يتركها إلّا كل ذي جنّة :
١ ـ (الَّذِي خَلَقَنِي) فهل الخالق أجدر بأن يعبد أم المخلوق؟ يقدم