ثم (فَهُوَ يَهْدِينِ ..) وما بعدها من التدبير تتمحور الخلق ، تفريعا للتدبير على الخلق ، وان الخالق هو المدبر لما خلق لأنه الخالق ، وهما لزام بعض فطريا وعقليا وواقعيا ، وليس الفصل بين الخالق والمدبر ألّا عضلا للخالق عما خلق وهو به أعرف وعليه أقدر ، وإعطاء التدبير لغير الخالق وهو مخلوق كسائر المخلوق ، لا يسطع على تدبير نفسه فضلا عن الآخرين.
و «يهدين» بصيغة المضارعة بعد خلقني الماضي ، اشارة إلى استمرارية الهداية في كل حلقاتها ما دام الكائن كائنا ، كما الهداية تعم كل شئونه بل وكل شيء وكما في جواب موسى لفرعون : (رَبُّنَا الَّذِي أَعْطى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدى) (٢٠ : ٥٠).
٣ ـ (وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي) كفالة حانية حامية عن جوعتي وهي سؤل الجسم ، فكيف لا يكفل سؤل الروح ، والهداية تشمل كل سؤل بسؤال ودون سؤال!
٤ ـ «ويسقين» فمادة الإطعام والسقي هي من خلقه ، ومعرفة الحصول عليها هي بهدايته.
٥ ـ (وَإِذا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ) فالمرض مني لمكان «مرضت» والشفاء منه والدواء منه وعلم الأدواء والإدواء منه مهما كان هنالك أطباء ، فإنهم بعلومهم منه ، وقد يمرض الله لما قدمت أيدينا ام لإصلاحنا فهو منا.
٦ ـ (وَالَّذِي يُمِيتُنِي) كما خلقني ، فلا يميت إلا الخالق مهما كانت للموت ظاهرة الأسباب.
٧ ـ «ويحيين» ليوم الحساب ، يوم تتقطع الأسباب وتحار دونه الألباب.
٨ ـ (وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ) لا سواه ، إذ لا