اجل (بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) من كل نائبة وآئبة عائبة ، من كل مرض وغرض ، ومن كل حب وهوى إلّا الله ، وليس نفع الشفاعة أيضا إلّا لمن ارتضى الله ف (لا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضى) (٢١ : ٢٨).
فالقلب «السليم الذي يلقى ربه وليس فيه أحد سواه ، وكل قلب فيه شرك أو شك فهو ساقط ، وانما أراد بالزهد في الدنيا لتفزع قلوبهم إلى الآخرة» (١).
«سليم من حب الدنيا» (٢) فان حب الدنيا رأس كل خطيئة ، ف «صاحب النية الصادقة صاحب القلب السليم لأن سلامة القلب من هواجس المذكورات تخلص النية لله في الأمور كلها ..» (٣).
وان سلامة القلب يومئذ تنفع بقدرها فانها درجات ، كما ان عتامته تضر بقدرها فانها دركات ، والنيات والأعمال الصالحة هي من خلفيات سلامة القلب عما يرينه ، وتزيده سلامة ، كما الأعمال والنيات الطالحة تزيده عتامة ، فكل خير أو شر من الإنسان هي صادرة من قلبه ، فواردة إلى قلبه ، فهو مورد كما هو مصدر.
__________________
(١) نور الثقلين ٤ : ٥٨ في اصول الكافي القمي عن أبيه عن القاسم بن محمد عن المنقري عن سفيان بن عيينة قال سألته عن قول الله عز وجل : (إِلَّا مَنْ أَتَى اللهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ)؟ قال : السليم ..» وفيه في آخر قال قلت له : ما حد التواضع الذي إذا فعله العبد كان متواضعا؟ فقال : التواضع درجات منها ان يعرف المرء قدر نفسه فينزلها منزلتها بقلب سليم لا يحب أن يأتي الى أحد إلا مثل ما يؤتى إليه ، إن رأى سيئة درأها بالحسنة ، كاظم الغيظ عاف عن الناس والله يحب المحسنين».
(٢) المصدر مجمع البيان وروى عن الصادق (عليه السلام) : ...
(٣) المصدر عن مصباح الشريعة قال الصادق (عليه السلام): ... قال الله تعالى : (يَوْمَ لا يَنْفَعُ مالٌ وَلا بَنُونَ إِلَّا مَنْ أَتَى اللهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ).