أَعْيُنُكُمْ لَنْ يُؤْتِيَهُمُ اللهُ خَيْراً اللهُ أَعْلَمُ بِما فِي أَنْفُسِهِمْ إِنِّي إِذاً لَمِنَ الظَّالِمِينَ) (١١ : ٣١).
وهذه سنّة رسالية دائبة : جذب المؤمنين وطرد المعاندين ، فكيف ـ إذا ـ أطرد المؤمنين؟ (وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ما عَلَيْكَ مِنْ حِسابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَما مِنْ حِسابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ) (٦ : ٥٢) أطردهم ثم أطري الكافرين المتطاولين المستكبرين؟!.
(إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ) ١١٥.
«نذير» من عذاب أليم «مبين» سبب النذارة ومادتها ، فكيف أطرد المنذرين المؤمنين لرغبة المتأنفين المستكبرين ، فان هي ـ إذا ـ إلّا رسالة الظلم والاستكبار!. ولقد قلت لكم من ذي بدء (إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ) وتلك ـ إذا ـ خيانة في الرسالة أن أطرد المؤمنين ، ونقضا لصالحها إلى مصلحية الجمع لجم غفير من المستكبرين وهم كاذبون ، بذلك يثبت نوح جدارة هذه الرسالة الأمينة أنها لا تخضع لرغبات الأقوياء الأغوياء ، وإنما لحكم الله جذبا للأبرياء الأتقياء.
(قالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يا نُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ) ١١٦.
هذا جواب العاجز اللعين إذ يتنقّل من الحجة ـ إذ يراها عليه لجة ـ إلى التهديد (لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يا نُوحُ) عن دعوتك ودعايتك (لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ) وقد كان الرجم أشد عقوبة للمتخلفين ، فقد بدأوا بحوار ، ثم تطلّبوا منه أن يأتيهم بما يعدهم : (قالُوا يا نُوحُ قَدْ جادَلْتَنا فَأَكْثَرْتَ جِدالَنا فَأْتِنا بِما تَعِدُنا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ) (١١ : ٣٢) وآخر المطاف (لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ)!
(قالَ رَبِّ إِنَّ قَوْمِي كَذَّبُونِ ١١٧ فَافْتَحْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فَتْحاً وَنَجِّنِي وَمَنْ