إنه شيء بحقيقة الشيئية وخلقه شيء بمجازها اللّاحقيقية ، والشيء الله ـ هو لا سواه ـ خالق للشيء المألوه : (قُلِ اللهُ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْواحِدُ الْقَهَّارُ) (١٣ : ١٤) إذا يجوز أن يقال الله شيء ، أن تخرجه عن الحدين حد التشبيه وحد التعطيل» (١) أو ترى إذا كان الله شيئا لا كالأشياء ، فهل يصح القول (إنه جسم لا كالأجسام) (٢) أقول : كلّا! حيث الشيء منه جسم ومنه مجرد عن الجسم ، فهو شيء لا كالأشياء يعني شيء مجرد
__________________
(١) نور الثقلين ٤ : ٥٦١ ح ٢٩ عن التوحيد باسناده الى الحسين بن سعيد قال : سال ابو جعفر (عليه السلام) يجوز ان يقال لله انه شيء؟ فقال : نعم تخرجه ...
(٢) البحار ٣ : ٢٩٢ عن امالي الصدوق ابن الوليد عن الصفار عن ابن معروف عن علي بن مهزيار قال : كتبت الى أبي جعفر الثاني (عليه السلام) جعلت فداك اصلي خلف من يقول بالجسم .. فكتب : لا تصلوا خلفهم ولا تعطوهم من الزكاة وابرءوا منهم برأ الله منهم.
وفيه ٣٠٢ ح ٣٧ باسناده عن محمد بن حكيم قال وصفت لابي ابراهيم (عليه السلام) قول هشام الجواليقي وحكيت له قول هشام بن الحكم انه جسم فقال : ان الله لا يشبهه شيء ، اي فحش او خناء أعظم من قول من يصف خالق الأشياء بجسم او صورة او بخلقة او بتحديد وأعضاء تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.
وفيه ٣٠٥ ح ٤٣ عن عبد الملك بن هشام الخياط قال قلت لأبي الحسن الرضا (عليه السلام) اسألك جعلني الله فداك قال (عليه السلام) : سل يا جبلي عماذا تسألني فقلت جعلت فداك زعم هشام بن سالم ان لله عز وجل صورة وان آدم خلق على مثال الرب فيصف هذا ويصف هذا أو أومأت الى جانبي وشعر رأسي وزعم يونس مولى آل يقطين وهشام بن الحكم ان الله شيء لا كالأشياء وان الأشياء بائنة منه وانه بائن من الأشياء وزعما ان اثبات الشيء ان يقال : جسم فهو جسم لا كالأجسام شيء لا كالأشياء ثابت موجود غير مفقود ولا معدوم خارج عن الحدين حد الابطال وحد التشبيه فباي القولين أقول؟ قال : فقال ابو عبد الله (عليه السلام) أراد هذا الإثبات وهذا شبه ربه تعالى بمخلوق تعالى الله الذي ليس له شبه ولا مثل ولا عدل ولا نظير ولا هو بصفة المخلوقين لا تقل بمثل ما قال هشام بن سالم وقل بما قال مولى آل يقطين وصاحبه ...