(الْمُتَكَبِّرُ) : (الْكَبِيرُ الْمُتَعالِ) (١٣ : ٩) (الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ) (٢٢ : ٦٢) فلا كبير إلا الله ، فمن سواه صغار في صغار
(والكبرياء ردائي فمن شار كني في ردائي ألبسته ثوب الذلّ) (١) ، فهنا تكبّر بالحق بمعنى التعظم وإظهار الكبرياء ، وآخر بالباطل لمن ليس له : (سَأَصْرِفُ عَنْ آياتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ) (٧ : ١٤٦) والمتكبر من يرى غيره حقيرا صغيرا بالنسبة لنفسه وهذا لا يحق إلا لله (٢). وكما الجبار في الله تحمله فقط هذه الآية ، كذلك المتكبر ، فسائر الآيات تعبر عنه بالكبير ، فالمتكبر الكبير غير المتكبر الصغير ، فهذا باطل يتظاهر بالكبرياء وليست له ولن تكون ، وذلك حق تظهر الكبرياء في صفاته وأفعاله ، مما تدل على كبرياء الذات ، دون تكلّف ولا ادّعاء ، فهو متكبر : يظهر الكبرياء ، لأنه كبير عليّ متعال ، وإنما التواضع كمال لغير الكبير ، ونقص للكبير ، وبديله فيه هو العدل والفضل والرحمة ، متكبرا عما لزامه الصغار ، وعلى من سواه فإنهم كلهم بجنبه صغار.
(سُبْحانَ اللهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ) به في هذه الأسماء والصفات.
(هُوَ اللهُ الْخالِقُ الْبارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى يُسَبِّحُ لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) :
صفات اخرى ثلاث ، تمثيلا عن أسمائه وصفاته الفعلية الظاهرة في خلقه ، صفات مترتبات في المظاهر الخارجية ، خلقا ، ثم برءا لما خلق من : برء العود ، فهو يخلق عود الخلائق ثم يبرئها : بريئا هو من تفويت وتنقيص ، وبريئة هي كخلقه من التفاوت والتهافت (ما تَرى فِي خَلْقِ الرَّحْمنِ مِنْ تَفاوُتٍ) والتخلق
__________________
(١) حديث قدسي.
(٢) الكبير خاص بمن له حق الكبر أيا كان ، والمستكبر خاص بمن لا يتكلفه ولا يستحقه ، والمتكبر أعم منها ويتبع في معناه القرينة كما هنا.