بهذا الاسم هو أن يبرئ العبد أعماله عن الاتجاهات غير الإلهية ، وعن التناقضات والاختلافات ، ثم تصويرا بإعطاء الملامح المميزة ، والسمات المتميزة التي تمنح لكلّ شخصيته الخاصة المائزة له عما سواه : (الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ. فِي أَيِّ صُورَةٍ ما شاءَ رَكَّبَكَ) (٨٢ : ٨) فالتسوية والتعديل من البرء والتقدير وقبلهما الخلق وبعدهما التصوير ، سبحان العليّ القدير.
ومهما كانت هذه الصفات مترتبات زمنيا في الخلق ، ولكنها موحدة في ذات الله ، فإنه خالق إذ لا مخلوق ، وبارئ إذ لا مبروء ، ومصوّر إذ لا صورة!
(لَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى) : وهي هي صفاته العليا ، صفات الذات وصفات الفعل ، وحسنى الأسماء والصفات هي التي تليق بهذه الذات ، والقبيح كل القبيح أن ندعوه بغيرها : (وَلِلَّهِ الْأَسْماءُ الْحُسْنى فَادْعُوهُ بِها وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمائِهِ سَيُجْزَوْنَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ) (٧ : ١٨).
والإلحاد في أسماء الله أن تختلق له أسماء لم يسمّ بها نفسه ، أو تفسر أسماءه بما لا يليق بذاته المقدسة ، وعلى المؤمن أن يستوحي من أسماء الله الحسنى فيصوغ نفسه وفق إيحاءاتها واتجاهاتها ، تخلّقا بأخلاق الله ما أمكن ، لا تشبّها إذ لا يمكن ، وفي المروي عن الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم والأئمة من آل الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم أن الأسماء الحسنى مائة إلا واحدا ، من أحصاها دخل الجنة (١) ، إحصاء في القلب
__________________
(١) التوحيد للصدوق بإسناده الى علي بن أبي طالب (ع) قال قال رسول الله (ص) : إن لله تبارك وتعالى تسعة وتسعين اسما مائة إلا واحدا من أحصاها دخل الجنة ، وهي : (الله. الإله. الواحد. الأحد. الصمد. الأول. الآخر. السميع. البصير. القدير. القاهر. العلي. الأعلى. الباقي. البديع. البارئ. الأكرم. الظاهر. الباطن. الحي. الحكيم. العليم. الحليم. الحفيظ. الحق. الحسيب. الحميد. الحفي. الرب. الرحمان. الرحيم. الذارئ. الرازق. الرقيب. الرءوف. الرائي. السلام. المؤمن. المهيمن. العزيز. الجبار. المتكبر. السبوح. الشهيد. الصادق. الصانع. الظاهر. العدل. العفو. الغفور. الغني. الغياث. الفاطر. الفرد. الفتاح. الفالق. القديم. الملك. القدوس. القوي. القريب. القيوم.