الفصل الثالث (١)
يشتمل على مسألتين : إحداهما كيفية انتفاع النفس الإنسانية بالحواس ، والثانية إثبات حدوثها. (٢)
إن القوى الحيوانية تعين النفس الناطقة فى أشياء منها : أن يورد الحس من جملتها عليها الجزئيات فتحصل لها من الجزئيات أمور أربعة : أحدها انتزاع الذهن الكليات المفردة عن الجزئيات على سبيل تجريد لمعانيها عن (٣) المادة وعلائق (٤) المادة ولواحقها (٥) ومراعاة المشترك فيه والمتباين به والذاتى وجوده والعرضى وجوده ، فتحدث للنفس من ذلك مبادئ التصور وذلك بمعاونة استعماله (٦) للخيال (٧) والوهم. والثاني إيقاع (٨) النفس مناسبات بين هذه الكليات (٩) المفردة على مثل (١٠) سلب أو إيجاب ، فما كان التأليف فيها (١١) بسلب أو إيجاب أوليا بينا بنفسه أخذه ، (١٢) وما كان ليس كذلك تركه إلى مصادفة الواسطة. والثالث تحصيل المقدمات التجربية ، وهو أن نجد بالحس محمولا لازم الحكم لموضوع ما كان حكمه إيجابا أو سلبا أو تاليا موجب الاتصال أو مسلوبه أو موجب العناد أو مسلوبه ، وليس ذلك فى بعض الأحايين دون بعض ولا على سبيل المساواة ، بل دائما وجودا يسكن النفس إلى أن بين طبيعة هذا الموضوع وهذا المحمول هذه النسبة ، وأن (١٣) طبيعة هذا التالى تلزم هذا المقدم أو تنافيه لذاته لا بالاتفاق ، فيكون ذلك اعتقادا حاصلا من حس وقياس كما هو مبين فى الفنون المنطقية. والرابع لأخبار التي يقع بها التصديق لشدة التوتر.
فالنفس الإنسانية تستعين بالبدن لتحصيل هذه المبادي للتصور (١٤) والتصديق ،
__________________
(١) الفصل الثالث : فصل ٣ ف.
(٢) حدوثها : حدوثه د.
(٣) عن (الأولى) : من ك
(٤) وعلائق : وعن علائق د
(٥) ولواحقها : ولواحقه د.
(٦) استعماله : استعمال ك ، م
(٧) للخيال : الخيال ك ، م
(٨) إيقاع : بإيقاع د ، ك ، م.
(٩) الكليات : الكلمات د
(١٠) مثل : ساقطة من د
(١١) فيها : فيه ف.
(١٢) أخذه : أخذته م.
(١٣) وأن طبيعة : أو طبيعة د.
(١٤) للتصور : التصور م.