فهذا التشنيع ، وهو أن مبدأ هذه الحركة نفس ، هو الذي يؤكد أن مبدأ هذه الحركة لا ضد له.
وأما المحرك غير (١) المتناهى القوة فليس هو المحرك الذي فيه كلامنا (٢) هاهنا ؛ (٣) بل هو المحرك المصرف (٤) للنفس تحت مثاله (٥) الكلى تصريف (٦) المتشوق إلى التقبل (٧) به والاستكمال بالتشبه به ، كما ستعلمه.
فقد بان أن هذا الجرم لا يقبل الكون والفساد ، فلا يقبل النمو. فإن قابل النمو (٨) فى طبعه الكون ، فهو غير (٩) قابل للاستحالات المؤدية إلى تغير (١٠) الطبيعة ، فإن من الاستحالات ما (١١) هو سبيل إلى تغير الجوهر ، مثل تسخن الماء ، فإنه لا يزال يشتد حتى يفقد الماء صورته.
وإذ قد عرفنا (١٢) هذا الجسم وأنه غير متكون ، فقد ظهر أنه غير فاسد ؛ إذ قد (١٣) ظهر أن صورته موقوفة على مادته.
على أنا نقول : إن كل فاسد متكون ، وكل متكون جسمانى فاسد فلا يجوز (١٤) أن يكون شىء جسمانى متكونا (١٥) ولا يفسد (١٦) البتة ، وشىء جسمانى تفسد (١٧) صورته عن مادته ، ثم لا يتكون (١٨) البتة. وذلك لأن المادة الموضوعة للصورة لا يخلو إما أن يجب مقارنتها لتلك الصورة أو لا يجب. فإن لم يجب كانت المادة ، باعتبار (١٩) طباعها ، جائزا عليها أن توجد (٢٠) لها الصورة وأن لا توجد. (٢١) فإن وجدت لها الصورة ، وليس تجب لطباعها أن تكون لها (٢٢) لا محالة ، (٢٣) ولا أيضا يمتنع ، فهى ممكن فى طباعها أن يوجد لها الصورة وأن لا يوجد لها. (٢٤)
__________________
(١) : ب ، ط ، د : الغير (٢) د : كلامنا فيه
(٣) م ، سا : هاهنا (٤) م : المنصرف
(٥) ط ، د : مثال (٦) ب : تصرف
(٧) سا ، ب : الثقيل
(٨) ب ، سا : قابل النمو قابل فى طبعه الكون ، وفى ط : بل فى طبيعته الكون ، وفى د : فإن قابل النمو فى طبيعته الكون
(٩) سا : ـ غير (١٠) م : تغيير
(١١) سا : هو مثل (١٢) سا : قد فرغنا عن
(١٣) د : ـ قد (١٤) سا ، د : ـ فلا
(١٥) ط : متلونا ولا (١٦) سا : فلا يفسد
(١٧) م ، ط : يفسد (الثانية) (١٨) د : أن يكون
(١٩) د : بحسب اعتبار (٢٠) م ، ط : يوجد
(٢١) م : وإن كانت لا توجد (٢٢) م ، ط : يكون
(٢٣) م : له (٢٤) سا ، د : ـ «لها» الثانية.