ذكوان وعاصم وحمزة والكسائي وكذا روح وخلف بالتحقيق بلا فصل ، وبه قرأ الداجوني عن هشام في الباب كله عند جمهور العراقيين وغيرهم وهو الصحيح من طريق زيد عنه ، وفي المبهج من طريق الجمال عن الحلواني وافقهم الحسن والأعمش الأحرف ق (أَإِذا) عن الأعمش فبهمزة واحدة ، وقرأ هشام من طريق ابن عبدان عن الحلواني ومن طريق الجمال عن الحلواني في التجريد عنه بالتحقيق والمد في الجميع وهو المشهور عن الحلواني عند جمهور العراقيين وطريق الشذائي عن الداجوني واحد وجهي الشاطبية ، واختلف عن هشام في (أَإِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ) بفصلت فجمهور المغاربة على التسهيل وجها واحدا مع الفصل بالألف وجمهور العراقيين عنه على التحقيق مع الإدخال وعدمه كما تقدم والوجهان في الشاطبية كجامع البيان وخص جماعة الفصل بالألف عن هشام من طريق الحلواني في سبعة مواضع بلا خلاف وهي (أَإِنَّ لَنا) بالشعراء (أَإِنَّكَ ، أَإِفْكاً) بالصافات (أَإِنَّكُمْ) بفصلت ، وهذه الأربعة مما تقدم و (أَإِنَّكُمْ ، وإِنَّ لَنا) بالأعراف و (أَإِذا ما مِتُ) بمريم [الآية : ٦٦] وتركوا الفصل في غيرها وهو مذهب أبي الحسن وابن غليون ، وابن شريح ، ومكي وابن بليمة وغيرهم وكذا اختلف عن رويس في (أَإِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ) بالأنعام فحققه من طريق أبي الطيب خلافا لأصله وأجرى له الوجهين التسهيل ، والحقيق صاحب الغاية ، وهو بالقصر على أصله (١).
تنبيه : (أَإِنْ ذُكِّرْتُمْ) يس [الآية : ١٩] أجمعوا على قراءته بالاستفهام ، وتقدم فتح همزته الثانية لأبي جعفر ، فهو عنده ك (أَنْذَرْتَهُمْ) والباقون : يكسرونها ، فهو عندهم من هذا القسم.
والمختلف فيه : من المكسورة بين الاستفهام والخبر نوعان مفرد ، ومكرر.
فالمفرد : في خمسة مواضع (أَإِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجالَ ، إِنَّ لَنا لَأَجْراً) كلاهما بالأعراف [الآية : ٨١ ، ١١٣] (أَإِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ) يوسف [الآية : ٩٠] (أَإِذا ما مِتُ) بمريم [الآية : ٦٦] (إِنَّا لَمُغْرَمُونَ) بالواقعة [الآية : ٦٦].
فأما الأول : (أَإِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجالَ) فقرأه نافع ، وحفص وكذا أبو جعفر بهمزة واحدة على الخبر والباقون بهمزتين على الاستفهام ، وهم على أصولهم المتقدمة تحقيقا ، وتسهيلا ، وفصلا.
وأما الثاني : (إِنَّ لَنا لَأَجْراً) فقرأه نافع وابن كثير وحفص وكذا أبو جعفر بهمزة واحدة وافقهم ابن محيصن والباقون بالاستفهام وهم على أصولهم كذلك وهما من السبعة التي خصها بعضهم بالمد عن الحلواني عن هشام.
وأما الثالث : (أَإِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ) فقرأه ابن كثير وكذا أبو جعفر بهمزة واحدة
__________________
(١) صاحب الغاية هو العلامة ابن مهران النشر : (١ / ٨٩). [أ].