إلى أهل مصر أصلح الله حاله |
|
به المسلمون والجهود الأكابر |
فصارت إلى أرض الجهاد وبلدة |
|
مباركة والأرض فيها مصائر |
فألقت عصاها واستقرّ بها النّوى |
|
كما قرّ عينا بالإياب المسافر |
فهذا يدلّ على أن السيلحون بين الكوفة والقادسيّة ، وقال الأشعث بن عبد الحجر بن عوف بن الأحوص ابن جعفر بن كلاب وكان شهد الحيرة والقادسية وتلك المشاهد فعقرت ناقته فقال :
وما عقرت بالسّيلحين مطيّتي |
|
وبالقصر إلّا خشية أن أعيّرا |
فباست امرئ يبأى عليّ برهطه ، |
|
وقد ساد أشياخي معدّا وحميرا |
وقال عمرو بن الأهتم :
ما في بني الأهتم من طائل |
|
يرجى ولا خير به يصلحون |
لو لا دفاعي كنتم أعبدا |
|
مسكنها الحيرة والسيلحون |
جاءت بكم عفرة من أرضها |
|
حيريّة ليس كما تزعمون |
في ظاهر الكفّ وفي بطنها |
|
وشم من الدّاء الذي تكتمون |
وقال الجعدي :
وإذا رأيت السّيلحين وبارقا |
|
أغنين عن عمرو وأمّ قبال |
ملك الخورنق والسّدير ودانها |
|
ما بين حمير أهلها وأوال |
وممّا يقوي أن السيلحين قرب الحيرة قول هانئ بن مسعود يرثي النعمان بن المنذر ويذكر قتل كسرى إيّاه ، قال :
إنّ ذا التاج ، لا أبا لك ، أضحى |
|
وذرى بيته نحور الفيول |
إنّ كسرى عدا على الملك النّع |
|
مان حتى سقاه أمّ البليل |
قد عمرنا وقد رأينا لدى الحي |
|
رة في السيلحين خير قتيل |
وهذه غير سيلحون التي باليمن ، وقد تقدم ذكرها ، وقد ذكر شعراء الجاهلية كالأعشى وغيره هذا الموضع ، وكتّاب الخراج يجعلون السيلحين طسّوجا برأسه من كورة بهقباذ الأسفل من الجانب الغربي ، قال الأعشى :
فذاك وما أنجى من الموت ربّه |
|
بساباط حتى مات وهو محرزق |
وتجبى إليه السيلحون ودونها |
|
صريفون في أنهارها والخورنق |
وبين هذه الناحية وبغداد ثلاثة فراسخ ، وقد نسب إليها قوم من أهل العلم ، وقيل : إنّها سميت سيلحون لأنّها كانت بها مسالح لكسرى ، وهم قوم بسلاح يرتّبون في الثغور والمخافات ، واحدهم مسلحيّ ، والعامة تقول مصلحيّ ، وهو خطأ.
سَيْلٌ : من أسماء مكّة ، عن نصر.
سَيَلُ : بفتح أوّله وثانيه معا ، وآخره لام : حبس سيل مرّ ذكره وما أراه إلّا مرتجلا ، وقد قرأت في كتاب أحمد بن جابر البلاذري : وأمّ زهرة بن كلاب فاطمة بنت سعيد بن سيل ، قال : وسيل جبل سمّي باسمه.
سَيْلُونُ : قرية من قرى نابلس بها مسجد السكينة وحجر المائدة ، والأكثرون على أن المائدة نزلت