كذا هو بخط ابن نباتة الذي نقل من خط اليزيدي ، وقال مالك بن أنس : كنت آتي نافعا مولى ابن عمر نصف النهار ما يظلّني شيء من الشمس ، وكان منزله بالبقيع بالصورين.
الصَّوْرَانُ : بالفتح ، ورواه السمعاني بالضم ، وآخره نون ، قال أبو منصور : الصّور جماع النخل ، قال : ولا واحد له من لفظه ، حكاه أبو عبيد ثمّ حكى في موضع آخر عن ثعلب عن ابن الأعرابي الصّورة النخلة ، والصّورة الحكّة في الرأس ، قلت : وصوران يجوز أن يكون جمع صور ، وصوران : قرية للحضارمة باليمن بينه وبين صنعاء اثنا عشر ميلا ، خرجت منه نار فثارت الحجارة وعروق الشجر حتى أحرقت الجنة التي ذكرت في القرآن المجيد في قوله تعالى : (إِنَّا بَلَوْناهُمْ كَما بَلَوْنا أَصْحابَ الْجَنَّةِ) ، وقد نسب إليها سليمان بن زياد بن ربيعة بن نعيم الحضرمي الصوراني ، روى عن عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي ، روى عنه ابنه غوث بن سليمان وعبد الله بن لهيعة وغيرهما ، ومات سنة ٢١٦ ، وابنه أبو يحيى غوث بن سليمان الصوراني ، ولّي قضاء مصر وكان من خيار القضاة ، وأبو زمعة عرابي بن معاوية عن أبي بن نعيم عن عمرو بن ربيعة عن عبيدة بن جذيمة الحضرمي ، قاله البخاري بالغين المعجمة ، وقيل الصواب المهملة ، روى عن فيتل وعبد الله بن هبيرة وغيرهما ، وابنه زمعة بن عرابي الحضرمي ثمّ الصوراني يكنى أبا معاوية ، روى عن أبيه وحفص بن ميسرة ، روى عنه سعيد بن عفير وابنه محمد بن زمعة.
صَوَّرانُ : بالفتح ثمّ التشديد ، علم مرتجل : اسم كورة بحمص وجبل ، وقيل : موضع دون دابق في طرف الريف ، ذكره صخر الغيّ الهذلي في قوله :
مآبه الرّوم أو تنوخ أو ال |
|
آطام من صوّران أو زبد |
صُورُ : بضم أوّله ، وسكون ثانيه ، وآخره راء ، وهي في الإقليم الرابع ، طولها تسع وخمسون درجة وربع ، وعرضها ثلاث وثلاثون درجة وثلثان ، وهو في اللغة القرن ، كذا قال المفسرون في قوله تعالى : (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ) ، وهي مدينة مشهورة سكنها خلق من الزهاد والعلماء ، وكان من أهلها جماعة من الأئمة ، كانت من ثغور المسلمين ، وهي مشرفة على بحر الشام داخلة في البحر مثل الكف على الساعد يحيط بها البحر من جميع جوانبها إلّا الرابع الذي منه شروع بابها ، وهي حصينة جدّا ركينة لا سبيل إليها إلّا بالخذلان ، افتتحها المسلمون في أيّام عمر بن الخطّاب ، رضي الله عنه ، ولم تزل في أيديهم على أحسن حال إلى سنة ٥١٨ فنزل عليها الأفرنج وحاصروها وضايقوها حتى نفدت أزوادهم ، وكان صاحب مصر الآمر قد أنفذ إليها أزوادا فعصفت الريح على الأسطول فردته إلى مصر فتعوقت عن الوصول إليها فلما سلموها وصل بعد ذلك بدون العشرة أيام وقد فات الأمر وسلمها أهلها بالأمان وخرج منها المسلمون ولم يبق بها إلّا صعلوك عاجز عن الحركة وتسلمها الأفرنج وحصنوها وأحكموها ، وهي في أيديهم إلى الآن ، والله المستعان المرجو لكل خير الفاعل لما يريد ، وهي معدودة في أعمال الأردنّ ، بينها وبين عكّة ستة فراسخ ، وهي شرقي عكة ، وقد نسب إليها طائفة من العلماء ، منهم : أبو عبد الله محمد ابن عليّ بن عبد الله الصوري الحافظ ، سمع الحديث على كبر سنّ حتى صار رأسا وانتقل إلى بغداد سنة ٤١٨ بعد أن طاف البلاد ما بين مصر وأكثر تلك النواحي وكتب عمّن بها من العلماء والمحدثين والشعراء وروى عن عبد الغني بن سعيد المصري وأبي