ثمّ انتحى غير مذموم وأعيننا |
|
لمّا تولّى ، بدمع واكف سجم |
رَمَكانُ : بفتح أوّله وثانيه ، وآخره نون ، يقال : رمك بالمكان يرمك رموكا أقام به ، وأرمكته أنا : وهو موضع ، عن ابن دريد.
الرَّمْلُ : قال العمراني : الرمل موضع بعينه في شعر زهير. ورمل مسهّل : موضع في قول طفيل الغنوي :
تضلّ المداري في ضفائرها العلى |
|
إذا أرسلت أو هكذا غير مرسل |
كأنّ الرّعاث والسّلوس تصلصلت |
|
على خششاوي جابة القرن معزل |
أملّت شهور الصّيف بين إقامة |
|
دلولا لها الوادي ورمل مسهّل |
الرَّمْلَةُ : واحدة الرّمل : مدينة عظيمة بفلسطين وكانت قصبتها قد خربت الآن ، وكانت رباطا للمسلمين ، وهي في الإقليم الثالث ، طولها خمس وخمسون درجة وثلثان ، وعرضها اثنتان وثلاثون درجة وثلثان ، وقال المهلبي : الرملة من الإقليم الرابع ، وقد نسب إليها قوم من أهل العلم. والرملة : محلة خربت نحو شاطئ دجلة مقابل الكرخ ببغداد. والرملة أيضا : قرية لبني عامر من بني عبد القيس بالبحرين. والرملة : محلة بسرخس ، ينسب إليها جماعة ، منهم : أبو القاسم صاعد بن عمر الرملي شيخ عالم ، سمع السيد أبا المعالي محمد بن زيد الحسيني والسيد أبا القاسم علي ابن موسى الموسوي وغيرهما ، ذكره أبو سعد في مشيخته قال : توفي في حدود سنة ٥٧٠. ورملة بني وبر : في أرض نجد ، ينسب إلى وبر بن الأضبط بن كلاب ، فأما رملة فلسطين فبينها وبين البيت المقدس ثمانية عشر يوما ، وهي كورة من فلسطين ، وكانت دار ملك داود وسليمان ورحبعم بن سليمان ، ولما ولي الوليد بن عبد الملك وولّى أخاه سليمان جند فلسطين نزل لدّ ثمّ نزل الرملة ومصّرها ، وكان أوّل ما بنى فيها قصره ودارا تعرف بدار الصباغين واختط المسجد وبناه ، وذكر البشاري أن السبب في عمارته لها أنّه كان له كاتب يقال له ابن بطريق سأل أهل لدّ جارا كان للكنيسة أن يعطوه إيّاه ويبني فيه منزلا له فأبوا عليه ، فقال : والله لأخربنها ، يعني الكنيسة ، ثمّ قال لسليمان : إن أمير المؤمنين ، يعني عبد الملك ، بنى في مسجد بيت المقدس على هذه الصخرة قبّة فعرف له ذلك وإن الوليد بنى مسجد دمشق فعرف له ذلك فلو بنيت مسجدا ومدينة ونقلت الناس إلى المدينة ، فبنى مدينة الرملة ومسجدها فكان ذلك سبب خراب لدّ ، فلمّا مات الوليد واستخلف سليمان بن عبد الملك وكان موضعها رملة ، فسليمان اختطها وصار موضع بلد الرملة بعد الصباغين آبارا عذبة ولم تكن الرملة قبل سليمان بن عبد الملك ، أذن للناس أن يبنوا فبنوا مدينة الرملة واحتفر لهم القناة التي تدعى بردة واحتفر أيضا آبارا عذبة وصارت بعد ذلك لورثة صالح بن علي لأنّها قبضت مع أموال بني أميّة ، وكان بنو أمية ينفقون على آبار الرملة وقناتها ، فلمّا استخلف بنو العبّاس أنفقوا عليها أيضا ، وكان الأمر في تلك النفقة يخرج في كلّ سنة من خليفة بعد خليفة ، فلمّا استخلف المعتصم أسجل بذلك سجلا فانقطع الاستئمار وصارت النفقة يحتسب بها للعمّال ، وشربهم من الآبار الملحة ، والمترفون لهم بها صهاريج مقفلة ، وكانت أكثر البلاد صهاريج مع كثرة الفواكه وصحة الهواء ، واستنقذها صلاح الدين يوسف بن أيّوب في سنة ٥٨٣ من الأفرنج وخرّبها خوفا من استيلاء الأفرنج عليها مرّة أخرى