في سنة ٥٨٧ ، وبقيت على ذلك الخراب إلى الآن ، وكان أبو الحسن علي بن محمد التهامي الشاعر أقام بها وصار خطيبها وتزوّج بها وولد له ولد فمات بها فقال يرثيه :
أبا الفضل طال اللّيل أم خانني صبري |
|
فخيّل لي أن الكواكب لا تسري؟ |
أرى الرملة البيضاء بعدك أظلمت |
|
فدهري ليل ليس يفضي إلى فجر |
وما ذاك إلّا أن فيه وديعة |
|
أبى ربّها أن تستردّ إلى الحشر |
بنفسي هلال كنت أرجو تمامه ، |
|
فعاجله المقدار في غرّة الشّهر |
وهي قصيدة ذكرتها في كتابي في أخبار الشعراء مع أختها :
حكم المنيّة في البريّة جاري
وقد سكن الرملة جماعة من العلماء والأئمة فنسبوا إليها ، منهم : أبو خالد يزيد بن خالد بن يزيد بن عبد الله بن موهب الرملي الهمداني ، روى عن اللّيث ابن سعد والمفضّل بن فضالة ، وروى عنه أبو العباس محمد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني وأبو زرعة الرازي ، ومات سنة ٢٣٢ ، وموسى بن سهل بن قادم أبو عمران الرملي أخو علي بن سهل ، سمع يسرة بن صفوان وأبا الجماهر وآدم بن أبي إياس وجماعة غيرهم من هذه الطبقة ، روى عنه أبو داود في سننه وأبو حاتم الرازي وابنه عبد الرحمن وأبو بكر بن خزيمة وغيرهم ، مات بالرملة سنة ٢٦٢ في جمادى الأولى ، وعبد الله بن محمد بن نصر بن طويط ، ويقال طويث ، أبو الفضل البزّاز الرملي الحافظ ، سمع بدمشق هشام بن عمار ودحيما وهشام بن خالد ابن أحمد بن ذكوان ووارث بن الفضل العسقلاني ونوح بن حبيب القومسي وغيرهم ، روى عنه أبو أحمد بن عدي وأبو سعيد بن الأعرابي وأبو عمرو فضالة وأبو بكر عبد الله بن خيثمة بن سليمان الأطرابلسي وسليمان بن أحمد الطبراني وغيرهم ، وهذه الرملة أراد كثيّر بقوله :
حموا منزل الأملاك من مرج راهط |
|
ورملة لدّ أن تباح سهولها |
لأن لدّ مدينة كانت قبل الرملة خربت بعمارتها.
رِمَمُ : بكسر أوّله ، وفتح ثانيه ، جمع رمّة ، وهي العظام البالية ، والرمّ واحدته رمّة والجمع رمم : ما في البرّ من النبات وغيره ، ومن هذا مأخوذ اسم هذا الوادي ، وقرأته في شعر مضرّس رمم بفتح أوّله ، قال مضرّس بن ربعي :
ولم أنس من ريّا غداة تعرّضت |
|
لنا دون أبواب الطّراف من الأدم |
تعرّض حوراء المدامع ترتعي |
|
تلاعا وغلّانا سوائل من رمم |
عشيّة تبليغ المودّة بيننا |
|
بأعيننا من غير عيّ ولا بكم |
رُمٌّ : بضم أوّله ، قال ابن السّكّيت في قوله : ما له ثمّ ولا رمّ ، الثمّ : قماش البيت ، والرّم : مرمّة البيت ، قال أبو عبيدة : رمّ ، بضم الراء ، بئر بمكة من حفائر مرّة بن كعب ثمّ من حفائر كلاب من مرّة حفر رمّ والحفر ، وهما بئران بظاهر مكّة ومنهما كانوا يشربون قبل أن يهبطوا إلى البطحاء ثمّ سموا برمّ وبالحفر بعد ذلك غيرهما حين احتفروا