ابن مالك بأن لا يتعين كونها للعطف ، نحو قوله (١) :
٩٥ـ جُودُيُمناك فاضَ في الخَلق حتّى |
|
بائس دانَ بالإساءة دِينا |
وهو حسن.
تنبيه
العطف بـ «حتى» قليل ، وأهل الكوفة ينكرونه ، ويحملون نحو : «جاء القومُ حتى أبوك ، ورأيتهم حتى أباك ، ومررت بهم حتى أبيك» على أن «حتى» فيه ابتدائية ، وأن ما بعدها على إضمار عامل.
الثالث من أوجه «حتّى» : أن تكون حرف ابتداء ، أي : حرفاً تبتدأ بعده الجمل ، فتدخل على الجملة الاسمية كقول جرير :
٩٦ ـ فما زالتِ القَتلى تَمُجُّ دماءها |
|
بدجلةَ حتّى ماء دجلة أشكَلُ (٢) |
وعلى الفعلية التي فعلها مضارع كقول حسان :
٩٧ ـ يُغْشَونَ حتّى ما تَهِرُّ كلابُهم |
|
لا يسألون عن السّوادِ المُقبِل (٣) |
وعلى الفعلية التي فعلها ماض ، نحو قوله تعالى : (حَتّى عَفَوا وقالُوا) (الأعراف / ٩٥) وقول الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) : «فلم أزل أنا وعليّ في شيء واحد حتى افترقنا في صلب عبدالمطلب» (٤).
__________________
١ ـ شرح شواهد المغني : ١/٣٧٧ ، شرح أبيات مغني اللبيب : ٣/١١٣. لم يسمَ قائله.
٢ ـ شرح شواهد المغني : ١/٣٧٧.
٣ ـ شرح شواهد المغني : ١/٣٧٨.
٤ ـ مناقب ابن مغازلي : ٨٩.