المبتدأ بلا خبر ، ولا في نحو : «كان سيري حتّى أدخلها» إن قدرت «كان» ناقصة ، فإن قدرتها تامة أو قلت : «سيري أمس حتى أدخلها» جاز الرفع ، إلاّ إن علّقت «أمس» بنفس السير ، لا باستقرار محذوف.
الثاني من أوجه «حتى» : أن تكون عاطفة بمنزلة الواو في اللفظ والمعنى ، إلاّ أنّ بينهما فرقاً من ثلاثة أوجه :
الأول : أن لمعطوف «حتى» ثلاثة شروط :
أحدها : أن يكون ظاهراً لا مضمراً كما أن ذلك شرط مجرورها ، ذكره ابن هشام الخضراوي.
ثانيها : أن يكون إمّا بعضاً من جمع قبلها كـ «قدم الحاجّ حتّى المشاة» أو جزءً من كل ، نحو : «أكلت السمكة حتى رأسها» أو كجزء ، نحو : «أعجبني زيد حتّى حديثه» ويمتنع أن تقول : «حتى ولده».
والذي يضبط لك ذلك أنها تدخل حيث يصح دخول الاستثناء ، وتمتنع حيث يمتنع.
ثالثها : أن يكون غاية لما قبلها إمّا في زيادة أو نقص وقد اجتمعا في قوله (١) :
٩٤ ـ قَهَرناكم حتّى الكُماة ، فأنتم |
|
تَهابوننا حتّى بَنِينا الأصاغِرا |
الفرق الثاني : أنها لاتعطف الجمل ، وذلك لأن شرط معطوفها أن يكون بعضاً مما قبلها أو جزء أو كجزء منه ، كما قدمناه ، ولا يتأتى ذلك إلاّ في المفردات.
الفرق الثالث : أنها إذا عطفت على مجرور اُعيد الخافض ، فرقاً بينها وبين الجارة ، فتقول : «مررتُ بالقوم حتى بزيد» ذكر ذلك ابن الخباز وأطلقه ، وقيّده
__________________
١ ـ شرح شواهد المغني : ١/ ٣٧٣. شرح أبيات مغني اللبيب : ٣/١٠٧. لم يسمّ قائله.