(مَنْ بَعَثَنا مِنْ مَرْقَدِنا) (يس /٥٢).
الثالث : أنها تدخل على الإثبات كما تقدّم ، وعلى النفي نحو قوله تعالى : (اَلَمْ يَعْلَمْ بِأنّ الله يَرى) (العلق /١٤) وقول حسّان في مدح أميرالمؤمنين (عليه السلام) :
٥ ـ ألستَ أخاه في الهدى ووصيّه |
|
وأعلم فِهْر بالكتاب وبالسّنن؟ (١) |
ذكره بعضهم ، وهو منتقض بـ «أم» فإنها تشاركها في ذلك ، تقول : «أقام زيد أم لم يقم؟» (٢).
الرابع : تمام التصدير بدليلين :
أولهما : أنّها لا تذكر بعد «أم» الّتي للإضراب كما يذكر غيرها ، نحو : (أم هَلْ تَسْتَوي الظّلماتُ والنُور) (الرعد /١٦).
ثانيهما : أنّها إذا كانت في جملة معطوفة بالواو أو بالفاء أو بـ «ثُمّ» قدّمت على العاطف ، نحو : (أوَلَمْ يَنْظُرُوا في مَلَكُوتِ السَّمواتِ وَالأرضِ) (الأعراف /١٨٥) (أفَلَمْ يَسيرُوا في الأرضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الّذينَ مِنْ قَبْلِهِم) (يوسف /١٠٩) (أثُمَّ إذا ما وَقَعَ آمَنْتُم بِهِ) (يونس /٥١) وأخواتها تتأخّر عن حروف العطف ، كما هو قياس جميع أجزاء الجملة المعطوفة ، نحو قوله تعالى : (وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأنْتُمْ تُتلى عَلَيْكُمْ آياتُ الله وَفيكُمْ رَسُولُهُ) (آل عمران /١٠١) (فَأينَ تَذْهَبُونَ) (التكوير /٢٦) والبيت المنسوب إلى الإمام
__________________
١ ـ الغدير : ٢ / ٤٣ ، وفهر قبيلة ، وهي أصل قريش وهو فهر بن غالب بن النضر بن كنانة وقريش كلّهم ينسبون إليه ـ لسان العرب ، مادة فهر.
٢ ـ قال الشمني : يمكن أن يقال : مراد ذلك البعض أنّ الهمزة تدخل على الاثبات وعلى النفي دون باقي الالفاظ الموضوعة للاستفهام فلا ترد عليه «أم» لأنها ليست موضوعة للاستفهام ، وإن كانت لا تفارقه في الغالب. المنصف من الكلام : ٣٠.