علي بن الحسين (عليهما السلام) :
٦ ـ أتحرقني بالناريا غاية المنى |
|
فأين رجائي ثُمّ أين محبّتي (١) |
هذا مذهب سيبويه والجمهور ، وخالفهم جماعة ـ أوّلهم الزمخشري ـ فزعموا أنّ الهمزة في تلك المواضع في محلّها الأصلي ، وأنّ العطف على جملة مقدّرة بينها وبين العاطف ، فيقولون : التقدير في «أفلم يسيروا ...» : أمكثوا فلم يسيروا في الأرض؟
ويضعّف قولهم ما فيه من التكّلف ، لِدعوى حذف الجملة.
وقد جزم الزمخشري في مواضع بما يقوله الجمهور ، منها : قوله في (أفَأمِنَ أهْلُ القُرى) (الأعراف /٩٧) : إنّه عطف على (فَأخَذْناهُمْ بَغْتَةً) (الأعراف /٩٥).
فصـل
قد تخرج الهمزة عن الاستفهام الحقيقي فتستعمل في ثمانية معان :
الأول : التسوية ، وربّما توّهم أن المراد بها الهمزة الواقعة بعد كلمة «سواء» بخصوصها ، وليس كذلك بل كما تقع بعدها تقع بعد «ما اُبالي» ونحوه.
والضابط : أنها الهمزة الداخلة على جملة يصح حلول المصدر محلها ، نحو قوله تعالى : (سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أم لم تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ) (المنافقون /٦) وقول أميرالمؤمنين (عليه السلام) : «والله ما يبالي ابن أبي طالب أوَقَع على الموت أم وقع الموت عليه» (٢).
__________________
١ ـ بحار الأنوار : ٤٦ / ٨١.
٢ ـ بحار الأنوار : ٧١ / ٢٦٣.