(قط)
على ثلاثة أوجه :
أحدها : أن تكون ظرف زمان لاستغراق ما مضى ، وهذه بفتح القاف وتشديد الطاء مضمومة في أفصح اللغات ، وتختص بالنفي ، كقول الفرزدق في الإمام علي بن الحسين (عليهما السلام) (١) :
١٥٧ ـ ماقال «لا» قطّ إلاّ في تشهّده |
|
لولا التشهد كانت لاؤُه «نعم» (٢) |
وبنيت ؛ لتضمنها معنى «مذ وإلى» ؛ إذ المعنى : مذ أن خلق إلى الآن ، وعلى حركة ؛ لئلا يلتقي ساكنان ، وكانت الضمة تشبيهاً بالغايات ، وقد تكسر على أصل التقاء الساكنين ، وقد تتبع قافه طاءه في الضم ، وقد تخفف طاؤه مع ضمها أو إسكانها.
والثاني : أن تكون بمعنى «حسب» وهذه مفتوحة القاف ساكنة الطاء ، يقال : «قطي ، وقطْك ، وقطْ زيد درهم» كما يقال : «حسبي وحسبك وحسب زيد درهم» ، إلا أنها مبنية؛ لأنها موضوعة على حرفين ، و «حسب» معربة.
والثالث : أن تكون اسم فعل بمعنى «يكفي» فيقال : «قطني» بنون الوقاية كما يقال : «يكفيني».
ويجوز نون الوقاية على الوجه الثاني؛ حفظاً للبناء على السكون ، كما يجوز في «لدنْ ومِنْ وعَنْ» كذلك.
__________________
١ ـ نهج البلاغة : ط ٢٧ /٩٥.
٢ ـ شرح أبيات مغني اللبيب : ٥/ ٣١٥.