١٧٢ ـ جادتْ عليهِ كُلُّ عين ثَرَّة |
|
فتركْنَ كلَّ حديقة كالدّرهم (١) |
فقال : «تركنَ» ولم يقل : «تركتْ» ؛ فدلّ على جواز «كلّ رجل قائم ، وقائمون».
والذي يظهر ، خلافُ قولهما ، وأن المضافة إلى المفرد إن اُريد نسبةُ الحكم إلى كل واحد وجب الإفراد كقول حسان :
١٧٣ ـ وكلّ أخ يقول أنا وفيّ |
|
ولكن ليس يفعل ما يقول (٢) |
أو إلى المجموع وجب الجمعُ كبيت عنترة؛ فإنّ المراد أن كل فرد من الأعين جاد ، وأن مجموع الأعين تركن وعلى هذا فتقول : «جاد عليّ كلُّ محسن فأغناني أو فأغنوني» بحسب المعنى الذي تريده. وربما جمع الضمير مع إرادة الحكم على كل واحد وعليه أجاز ابن عصفور في قوله (٣) :
١٧٤ ـ وماكلُّ ذي لُبَّ بمؤتيك نُصحه |
|
وما كُلُّ مؤت نُصحَهُ بِلَبِيب |
أن يكون «مؤتيك» جمعاً حُذفتْ نونه للإضافة.
وليس من ذلك : (وَحِفْظاً مِنْ كُلِّ شَيْطان مارِد لا يَسّمّعُونَ) (الصّافات /٧ و ٨) ؛ لأنّ جملة «لا يسمعون» مستأنفة اُخبر بها عن حال المسترِقينَ ، لاصفة «كل شيطان» ، ولا حال منه؛ إذ لا معنى للحفظ من شيطان لا يسمع ، وحينئذ فلايلزم عود الضمير إلى «كل» ، ولا إلى ما اُضيفت إليه ، وإنما هو عائد إلى الجمع
__________________
١ ـ شرح شواهد المغني : ٢/٥٤١.
٢ ـ ديوان حسان بن ثابت : ٣٩٣.
٣ ـ قال السيوطي : «قال ابن يسعون : هو لأبي الأسود الدؤلي ويقال لمودود العنبري».
شرح شواهد المغني : ٢/٥٤٢ ونسبه البغدادي إلى أبي الأسود ولم يذكر غيره. شرح أبيات مغني اللبيب : ٤/ ٢٢٨.