١٩٥ ـ يا بُؤسَ للحرب التي |
|
وضقت أراهط فاستراحوا (١) |
وهل انجرار ما بعدها بها أو بالمضاف؟ قولان ، أرجحهما الأول؛ لأن اللام أقرب ، ولأن الجار لايعلق.
ومنها : اللام المسماة لام التقوية ، وهي المزيدة لتقوية عامل ضعف ، إما بتأخره نحو : (إن كُنتُمْ لِلرُّؤيا تَعْبُرُونَ) (يوسف/٤٣) ، أو بكونه فرعاً في العمل ، نحو : (مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ) (البقرة/٩١) و «ضربي لزيدٍ حسن».
وقد اجتمع التأخر والفرعية في قول أبي الشعثاء :
١٩٦ ـ يا ربّإنّي للحسين عليه السلام ناصر |
|
ولابن سعد تارك وهاجر (٢) |
ومنها : لام المستغاث عند المبرد ، واختاره ابن خروف؛ بدليل صحة إسقاطها ، وقال جماقة : غير زائدة ، ثم اختلفوا ؛ فقال ابن جني : متعلقة بحرف النداء ؛ لما فيه من معنى الفعل ، وردّ بأن معنى الحرف لا يعمل في المجرور ، وفيه نظر ؛ لأنه قد عمل في الحال في نحو قول امرئ القيس :
١٩٧ ـ كأنّ قلوبَ الطّير رطباً ويابِساً |
|
لَدى وَكْرِها العُنّابُ والحشَفُ البالي (٣) |
وقال الأكثرون : متعلقة بفعل النداء المحذوف ، واختاره ابن الضائع وابن عصفور ، ونسباه لسيبويه ، واعترض بأنه متعهد بنفسه ، فأجاب ابن أبي الربيع بأنه ضمن معنى الالتجاء في نحو : «يالزيد» والتعجب في نحو : «يا للدواهي».
__________________
١ ـ شرح شواهد المغني : ٢/٥٨٢.
٢ ـ أعيان الشيعة : ١/٦٠٣.
٣ ـ شرح شواهد المغني : ٢/٥٩٥.