تنبيه
زادوا اللام في بعض المفاعيل المستغنية عنها كما تقدم ، وعكسوا ذلك فحذفوها من بعض المفاعيل المفتقرة إليها كقوله تعالى : (وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ) (يس/٣٩) وقوله (١) :
١٩٨ ـ ولقد جنيتُكَ أكمُؤاً وعَساقِلاً |
|
ولقد نَهَيْتُكَ عَنْ بناتِ الأوْبَرِ |
الثاني والعسرون : التبيين ، وهي ثلاثة أقسام :
أحدها : ما تبين المفعول من الفاعل ، وهذه تتعلق بمذكور ، وضابطُها : أن تقع بعد فعل تفجب أو اسم تفضيل مفهمين حباً أو بغضاً ، تقول : «ما أحبَّني ، وما أبغضني» فإن قلت : «لفلان» فأنت فاعل الحب والبغض وهو مفعولهما ، وإن قلت : «إلى فلان» الأمر بالعكس.
الثاني والثالث : ما يبين فاعلية غير ملتبسة بمفعولية ، وما يبين مفعولية غير ملتبسة بفاعلية ، ومصحوب كل منهما إما غير معلوم مما قبلها ، أو معلوم لكن استؤنف بيانه تقوية للبيان وتوكيداً له ، واللام في ذلك كله متعلقة بمحذوف.
مثالالمبينة للمقعولة : «سقياً لزيد ، وجَدْعاً له» فهذه اللام ليست متعلقة بالمصدرين ، ولا بفعليهما المقدرين ، لأنهما متعديان ، ولا هي مقوية للعامل ؛ لضعفه بالفرعية إن قدّر أنه المصدر أو بالتزام الحذف أن قُدّر أنه الفعل ؛ لأن لام التقوية صالحة للسقوط ، وهذه لا تسقط ، لا يقال : «سقياً ويداً» ، ولا «جدعاً إياه» خلافاً لابن الحاجب ، ذكره في شرح المفصّل ، ولا هي ومحفوظها صفة للمصدر فتعلق بالاستقرار؛ لأن الفعل لا يوصف فكذا ما اُقيم مقامه ، وإنما
__________________
١ ـ لم يسمّ قائله. شرح شواهد المغني : ١/١٦٦.