الثاني : بعد «إنّ» وتدخل في هذا الباب على ثلاثة باتفاق : الاسم ، نحو قول كعب بن زهير :
٢٠١ ـ إنّ الرسول لَسيف يُستَضاء به |
|
مُهَنّد مِن سيوف الله مسلول (١) |
والمضارع؛ لشبهه به ، نحو قوله تعالى : (وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَحْكُمُ بَيْنَهُمْ) (النحل /١٢٤) ، والظرف ، نحو قوله تعالى : (وإنّكَ لَعَلى خُلُقٍ عظيم) (القلم /٤) وقول أميرالمؤمنين عليه السلام : «وإنّ الكتاب لَمعيَ ما فارقتُهُ مذ صَحِبتُه» (٢) وعلى ثلاثة باختلاف :
إحدها : الماضي الجامد ، نحو : «إنّ زيداً لعَسى أنْ يقوم» قاله أبوالحسن ، ووجهه أن الجامد يشبه الاسم ، وخالفه الجمهور.
الثاني : الماضي المفرون بـ «قد» قاله الجمهور ، ووجهه أن «قد تقرب الماضي من الحال فيشبه المضارع المشبه للاسم ، وخالف في ذلك خطّاب ومخمّد بن مسعود الغزني ، وقالا : إذا قيل : «إنّ زيداً لقدم قامَ» فهو جوابٌ لقسمٍ مقدر.
الثالث : الماضي المتصرف المجرد من «قد» أجازه الكسائي وهشام على إضمار «قد» ومنعه الجمهور ، وقالوا : أنما هذه لام القسم ، فمتى تقدّم فعلُ القلب فتحت همزة «انّ» كـ «علمت أنّ زيداً لقامَ» والصواب عندهما : الكسر.
واختلف في دخولها في غير باب «إنّ» على شيئين :
أحدهما : خبرالمبتدأ المتقدم ، نحو : «لقائمٌ زيدٌ» فمقتضى كلام جماقة الجواز ، وفي أمالي ابن الحاجب : لام الابتداء يجيب معها المبتدأ.
__________________
١ ـ تقدم برقم ٥٥.
٢ ـ نهج البلاغة : ط ١٢١/٣٧٧.