(تّالله تَفْتوا) (يوسف /٨٥) وبارة يجبان ، وذلك فيما بقي ، نحو : (وتالله لأكِيدَنَّ اصنامَكُمْ) (الأنبياء/٥٧)
مسألة
للام الابتداء الصّدرية؛ ولهذا علقت العامل في نحو : «علمت لزيدٌ منطق» ومنعت من النصب على الاشتغال في نحو : «زيدٌ لأنا اُكرمه» ومن أن يتقدم عليها الخبر في نحو : «لزيدٌ قائمٌ»والمبتأفي نحو : «القائمٌ زيدٌ».
وليس لها الصّدرية في باب «إن» ؛لأنها فيه مؤخرة من تقديم ؛ ولهذا تسمى اللام المزحلفة ، والمزحلقةأيضاً ، وذلك لأن أصل «إنّ زيداً لقائم» : «لإنَّ زيداً قائم» فكرهوا افتتاح الكلام بتوكيدين فأخروا اللام دون «إنّ»؛ لئلا يتقدّم معمولُ الحرف عليه ، وإنما لم ندّع أن الأصل : «إنّ لزيداً قائم»؛ لئلا يحول ماله الصدر بين العامل والمعمول ولا عتبارهم حكم صدريتها فيما قبل «إن» دون ما بعدها. دليل الأول : أنها تمتنع من تسلط فعل القلب على «إن»ومعموليها ولذلك كسرت في نحو : (والله يعلم إنّك لَرّسُولُهُ) (المنافقون/١).
ودليل الثاني : أن عمل «إن» يتخطالها ، تقول : «إنّ في الدار لزيداً» وكذلك يتخطاها عمل العامل بعدها نحو : «إنّ زيداً طعامك لآكل».
تنبيه
«إنَّ زيداً لقام» أو «ليقومنّ» اللام جوابُ قسم مقدر ، لا لام الابتداء؛ فإذا دخلت عليها «علمت» مثلاً فتحت همزتها ؛ فإن قلت : «لقد قام زيد» فقالوا : هي لام الابتداء ، وحينئذٍ يجب كسر الهمزة ، والصصواب : أن الأمرين محتملان.