الثالث : أن ارتفاع خبرها عند إفراد اسمها نحو قول أميرالمؤمنين (عليه السلام) : «لاشرف أعلى من الإسلام ولا عزّ أعزّ من التقوى» (١) بما كان مرفوعاً به قبل دخولها ، لابها ، وهذا القول لسيبويه ، وخالفه الأخفش والأكثرون ولا خلاف بين البصريين في أن ارتفاعه بها إذا كان اسمها عاملاً.
الرابع : أن خبرها لا يتقدم على اسمها ولوكان ظرفاً أو مجروراً.
الخامس : أنه يجوز مراعاة محلها مع اسمها قبل مضي الخبر وبعده ، فيجوز رفع النعت والمعطوف عليه ، نحو : «لا رجُلَ ظريفٌ فيها ، ولا رجُلَ وامرأةٌ فيها».
السادس : أنه يجوز إلغاؤها إذا تكررت ، نحو : «لا حولٌ ولا قُوّةٌ إلا بالله» ولك فتح الاسمين ، ورفعهما ، والمغايرة بينهما ، بخلاف نحو قول الأعشى :
٢٠٩ ـ إنّ مَحَلاّ وإنّ مُرتَحَلا |
|
وَإنّ في السَفر إذ مضَوا مَهَلا (٢) |
فلا محيدَ عن النصب.
والسابع : أنه يكثر حذف خبرها إذا علم ، نحو : (قالُوا لا ضَيْرَ) (الشعراء/٥٠) (فَلا فَوْتَ) (السبأ /٥١) وتميم لا تذكره حينئذ.
الثاني : أن تكون عاملة عمل «ليس» كقول سعد بن مالك :
٢١٠ ـ مَن صَدَّ عن نيرانها |
|
فأنا ابنُ قيس لا بَراحُ (٣) |
وإنما لم يقدروها مهملة والرفع بالابتداء؛ لأنها حينئذ واجبة التكرار وفيه
__________________
١ ـ نهج البلاغة : ح ٣٦٣/١٢٦٠.
٢ ـ شرح شواهد المغني : ١/٢٣٨.
٣ ـ شرح شواهد المغني : ٢/٥٨٣.