نظر؛ لجواز تركه في الشعر.
و «لا» هذه تخالف «ليس» من ثلاث جهات :
إحداها : أن عملها قليل ، حتى ادّعي أنه ليس بموجود.
الثانية : أن ذكر خبرها قليل ، حتى إن الزجاج لم يظفر به؛ فادّعى أنها تعمل في الاسم خاصة ، وأن خبرها مرفوع ، ويرده قوله (١) :
٢١١ ـ تَعَزَّفلاشيءعلى الأرض باقيا |
|
ولا وَزَرٌ ممّا قَضَى الله واقيا |
الثالثة : أنها لا تعمل إلا في النكرات ، خلافاً لابن جني وابن الشجري وعليه بنى المتنبي قوله :
٢١٢ ـ إذا الجودُ لم يُرزق خلاصاً من الأذى |
|
فلا الحمدُ مكسُوباً ولا المالُ باقياً (٢) |
تنبيه
إذا قيل : «لا رجُلَ في الدار» بالفتح ، تعين كونها نافية للجنس ، ويقال في توكيده : «بل امرأة» وإن قيل بالرفع ، تعين كونها عاملة عمل «ليس» وامتنع أن تكون مهملة ، وإلا تكررت ، واحتمل أن تكون لنفي الجنس وأن تكون لنفي الوحدة ، ويقال في توكيده على الأول : «بل امرأة» وعلى الثاني : «بل رجلان أو رجال».
وغلط كثير من النّاس ، وزعموا أن العاملة عمل «ليس» لا تكون إلاّ نافية
__________________
١ ـ لم يسم قائله. شرح شواهد المغني : ٢/٦١٢.
٢ ـ شرح أبيات مغني اللبيب : ٤/٣٧٧.